#ماكامي_مانور 2
(أعتذر عن قساوة هذا الجزء)
مضى على وجودنا في الحافلة قرابة الربع ساعة حتى هدأ المحرك، سمعت صوت الباب وهو يُفتح لنا، بدأت أتحسس المكان بجواري لأنزل من الشاحنة، لكن تفاجأت بقبضةٍ أحكمت على عنقي من الخلف ودفعتني من الشاحنة لأسقط بوجهي على الأرض ويتبعها سربٌ من الشتم والركل والضرب إلى أن دلفت المنزل البارد.
رفع الغطاء ع وجهي ليقع بصري على (ريس) الذي كان يجلس بدوره على مقعد خشبي، ويحمل في يده كاميرا للتسجيل، والممثلين الذين يقومون بالجولات لنا يقفوف بجواره.
قال (ريس) لنا بأنه سيتم توثيق تجربتنا بالفيديو ليعرضها لهواة هذه الأمور. ثم بدأ يسألنا عن مخاوفنا ليوفر لنا تجربة خاصة بنا، فأجبته العناكب والظلام. ثم قال بأنه يمكننا الإنسحاب بعد مضي أول ساعة فقط، واذا رفضنا ذلك، سنستمر إلى نهاية التجربة كاملة، التي تمتد من خمس إلى ثمن ساعات. لتبدأ بعدها الجولة الأولى مباشرة.
عُصبت عيناي من جديد وبدأ أحدهم بجري خلفه وهو يمسك بشعري من الأمام، والأخر خلفي يركلني على منتصف ساقي لأسقط أرضاً، ثم يجرني الشخص الأول وهو لا يزال يحكم بقبضته على شعري وانا أحاول النهوض في محاولة بائسة، ومع كل هذه الأمور لم يمتنعوا عن شتمي وإهانتي بأبشع الألفاظ.كانت أول مرحلة هي إحكام وثاق يداي بسلاسل إلى الأمام ووضعي في مبرد طعام، حاولت جاهدةً فك وثاقي من شدة الخوف إلا أن أحدهم قام بالتبول على وجهي ثم ركل الباب على يدي، أطلقت صرخة مدوية هزت أرجاء هذا المنزل اللعين. مرت ساعة كاملة على مكوثي في المبرد، ليشق الباب علي من جديد. تقدم (ريس) وهو يحمل الكاميرا ويقربها من وجهي وهو يسألني، اذا كنت أرغب في الإنسحاب فهذه هي فرصتي الوحيدة ثم قام بشتمي والتفل على وجهي.
فكرت قليلاً ثم قلت لنفسي بما أني قد اجتزت أول مرحلة لماذا لا أكمل لأرى ما في جعبتهم؟ فرفضت الإنسحاب.بدأت الجولة الثانية، حافظوا على رباط يداي بالسلاسل، ثم ربطوا عنقي بسلاسل قصيرة منتهية بأثقال ووضعوني في خزان ممتلئ بالمياه كريهة الرائحة، فكانت المياه تصل إلى أسفل فمي، لكن كان يجب علي أن أعاني لأرفع نفسي من الأسفل لأتنفس الهواء، ثم تبدأ السلاسل بخنقي لأعاود الهبوط في الخزان الضيق، وكلما شعرت بأني سأختنق رفعت نفسي، هكذا دواليك الى ان انتهت هذه الجولة اللعينة، فقاموا بعدها بسكب ماءٍ بارد على جسدي وجعلوني أقف أمام محركات الهواء لمدة طويلة حتى أني لم أعد أشعر بالدم الذي يجري بعروقي، ولم تكن تمضي ثانية دون إهانات متتالية والكثير من الخنق.
وضعوني بعدها في الظلام، وأنزلوا عناكب على وجهي وجسدي، لأصبح لوحة بشرية من العناكب، كانوا في كل جولة يسألون (هيذر) بأن التحدي القادم سيقومون به معي ام معها، وكانت في كل مرة تختارني انا، ولم يتم سؤالي ولو لمرة واحدة.
أجبروني على تناول طعامٍ غير مخصص للبشر ولا حتى للحيوانات، وحذروني من التقيؤ، وأني إذا قمت به سيجبروني على تناوله أيضاً. وضعوني في غرفة ضيقة ذات أرضية مسمارية وفيها الكثير من الزجاج، ويقف أحدهم خلفي عند الباب وهو يحمل بيده سوط يضرب فيه موضع قدمي المسلسلات، في محاولة منه بإجباري على القفز فوق المسامير والزجاج.
(والكثير من الجولات التي سأتحفظ عليها لأنها تمس الإنسانية بشكل مفرط)لا ادري كم لبثت في هذا الجحيم، لكن ما ان انتيهت من هذه التجربة حتى عدت إلى المنزل وانا في قمة الإرهاق، لأغط بعدها بنومٍ عميق. إستيقظت في الصباح لأجد رسالة من (ريس) يسألني بها عن رأيِ بالتجربة. فأجبته:
_كانت تجربة رهيبة.
_اتمنى ان تقومي بتسجيل فيديو، تبدين فيه إعجابكِ عن التجربة.
_حسناً.
سجلت فيديو وقلت في مضمونه بأنها تجربة جداً مرعبة وقوية وبأني سعيدة في خوضها وبأني تحديت خوفي، ولكنَّني تندمت بعد ذلك التصريح، فكان الفيديو الذي نشره (ريس) الخاص بتجربتي التي قام هو بتصويرها ، قد حذفت منها الكثيراً من الأمور.
وبدأت الناس تنهال عليه من كل حدبٍ وصوب، ومنهم من تسببت له التجربه بفقدان اسنانه ومنهم من بدأ يخضع لعلاجٍ نفسي بعد تجربته، ومنهم من توفى ومنهم من نقل إلى المشفى والكثير من الأحداث التي جعلتني اندم على هذه التجربة والتسجيل الذي ابديت فيه إعجابي بماكامي مانور.
..تمت..
تنويه:
القصة بأحداثها وقسوتها حقيقية ،أعتذر عن قساوة الأحداث لكن للأسف هذه هي الحقيقة، والأسواء من هذا كله بأن هناك الكثير من يرتاد هذا المكان، وكل من يبدي استياءه منه يقوم (ريس) بعمل حمله ضده.
#بِــقَلَمـــي 💜🕊️