#خطاب_الأرواح 2
مرحباً، لن أسألك عن حالك اليوم، فحتى لو كنت في حالة يُرثى لها ستخبرني بأنك بخير، فالنختصر بعض المجاملات قليلاً، سأخبرك سراً عندما تتوفى لن تُبالي بهذه المجاملات التي لا فائدة منها وقد أضعت أكتر من نصف عمرك عليها.
حسناً كفانا ثرثرة سأخبرك بالتتمة اليوم، أين توقفنا بالأمس؟ جميل انت تذكر هذا، يبدو أن قصة هلاكي أعجبت أيها الأرعن، أعتذر منك هكذا تكون الأرواح فذةً إلى حدٍ ما، او ربما لوحدي فحتى الآن لم ألتقي بأرواحٍ أخرى، لا فائدة من هذا، دعنا نُكمل.نمت ليلتها في أحضان مصطفى، حبيب القلب وشَريكُ الروح، كانت المرة الأولى التي أنام فيها خارج منزل عائلتي فحرص أهلي المفرط به علي كان يمنعهم من جعلي أنام في منزل أي قريب منا، يا لي من ثرثارة اعتذر بأني قد أخرجتك عن سياق القصة. حسناً، انصت لهذا جيداً، كنت أحلم بأني اسير برفقة مصطفى على شواطئ شرم الشيخ، لكن وللأسف سقطت في الحلم على أمِّ وجهي سقطةً كان دويها كفيلٌ بأن يوقظني من أخر أجمل حلم، نعم كما أخبرك، فما كانت سقطتي تلك إلا صفعةً نزلت على وجهي من يد مصطفى، بالمناسبة مصطفى عريض المنكبين، مفتول العضلات،اذا أسقط يده على حائط أماله. لا تفغر فاهك هكذا ما ستسمعه أعظم، فلم تكن تلك إلا الصفعة الأولى التي ايقظتني من نومي، لينهال بعدها علي بشلال من الشتائم والعديد من الضربات وهو يصرخ علي موبخاً، كان يقول آنذاك"لم تُخلق بعد تلكَ الإمرأة التي تنام في منزلنا لوقت الظهر، هيا إنهضي وحضري لنا الإفطار وإغسلي ملابسنا وملابس إخوتي ووالدتي، ونظفي المنزل جيداً"
كانت صفعاته كفيلة بجعلي عيني تنتفخ كالمدام نُفيخة في روسم سبونج بوب، ياله من وصف رائق المزاج هه، نظرت إلى ساعة الحائط لأجد بأن الساعة لا تزال في السادسة صباحاً.
كفكفت دموعي وخرجت من الحجرة دون ان انبس ببنت شفة مع أي شخصٍ يسكن في هذا المنزل، حضرت الإفطار وقمت بجميع المهام التي أوكلها مصطفى لي قبل أن يخرج من المنزل. بدأ الليل يلقي ستاره المظلم كحياتي ليعود معه مصطفى، وكأي أنثى مكسورة لم اتحدث معه ونظرت إليه بشق عيني المنتفخة، كنت اعتقد بأني سأكسر خاطره، لكنه عاد لضربي مرةً أخرى قائلاً "إياكِ والنظر في عيني بوقاحة مرةً أخرى".
وإستمر شريط العذاب هذا إلى ما يُقارب الأسبوع حتى طفحَ الكيل وتحدثت إلى والدي وأخبرته بالموضوع. بضع دقائق كانت كفيلةً بجعل والدي ينتصب أمام بيتي وهو يطرقه.
رحب مصطفى به ودلفا معاً إلى غرفة الإستقبال، وقفت بدوري خلف الباب استمع لحوارهما، فبدأ أبي يقول له:
_أخبرني يا بني، هل صدر من أسيل تصرف مُشين يجعلك ساخطاً عليها إلى هذا الحد؟
_انت تعرف الموضوع.
_أي موضوع؟
_موضوع والدي.
_وما باله ؟
_أبي توفى بسببك.
_وما شأني بذلك؟
_ألم يكن يعمل في الشركة التي كنت مديراً بها؟
_حسناً، وما شأن ذلك بأسيل؟
_أبي توفى بعد ان طردته من عمله، اصابته الأمراض وجلس طريح الفراش إلى ان فارقته الحياة، سأجلس معك على بساط الصراحة، هل ترى هذه القصة أنا لم أكن أعلم بها وكنت أعتقد بأن والدي توفى بالأمراض، إلى ان جاء اليوم الذي أخبرتني أمي بالحقيقة، وأخبرتني بأن لك إبنة في عمر الزواج، فقررنا الإنتقام منك عن طريقها، وسأبقى أعذبها إلى ان تموت على يدي كما مات والدي على يدك.
_اسمعني يا بني، انا لست صاحب الشركة، بل مجرد مدير، مهمتي ان ارفض الموظفين المتقاعصين عن عملهم، وليس لي شأن بأن والدك قد توفى. اذا كان الأمر كما تقول، فأتمنى منك ان تقوم بإقاع الطلاق بينكما.
_لن يحدث هذا، وستموت أسيل من العذاب.كانت فاجعتني أكبر من التكلم، وانا من كانت تتمنى لك كل الخير يا مصطفى، هل هذا هو جزاء حبي لك؟
خرج أبي مسرعاً وقسمات وجهه تمتاز غيظاً، وعاد بعد دقائق بصحبة رجال الأمن الذين قال لهم بأن زوجي يهدد حياتي. لكن رد فعل مصطفى كان سريعاً فقد كان يحمل بيده سكيناً حادة، ثم أمسك بشعري وقام بنحر عنقي وألقاني جثةً هامدةً تحت أقدام أبي وعناصر الأمن الذين أصابهم الذهول ولم يصدقوا ما رأته أعينهم.
حملني والدي في محاولة يائسة منه إلى المشفى لأتلقى العلاج لكن كان الآوان قد فات وفارقتني المنيّة، وألقى رجال الأمن القبض على مصطفى وتم إحالته إلى المحكمة التي أصدرت بحقه حكم الإعدام، وتم تنفيذ هذا الحكم بعد عامين من هذه الواقعة.
هذه هي قصتي وهذه هي روحي التي أُزهقت بسبب ذنبٍ لا شأن لي به، اخبرتكَ إياها حتى لا يخدعك الحب الكاذب، ففي هذا الوقت لن تجد الحب بسهولة.
..تمت..
تنويه:
القصة بأحداها وتفاصيلها واقعية.
#بِــقَلَمـــي 🖤🐼