#قارعي_القبور
*الأردن
*ماركا الجنوبية
*حي هملان
*عام 1983
العبرة التي يقدمها لنا الموت هي افعل ما تراه صائباً اليوم فأنت لا تعلم ربما تموت غداً. وبعملي كحارس مقبرة كنت أرى في كل يوم العديد من مراسم تشييع جثامين لأشخاص من كافة الأعمار، فالموت لا يعرف كبيراً او صغيراً، يسلبك روحك وانت في بيتك، عملك، الطريق، سيدرككَ الموت ولو كنتَ في برجٍ مُشيد.
وكما العادة بعد ان حضرت إلى مقر حراستي في المقبرة، قمت بإعداد كوبٍ من القهوة وجلست احتسيه على ضوء القمر وانا ادندن ببعض ألحان أغنية أم كلثوم :
_الليل وسماه، ونجومه وقمره، قمره وسهره، انتَ وانا يا حبيبـــــ...
ما هذا، هل من أحدٍ هنا؟
تردد إلى اذني صوت قرعٍ من أحد القبور القريبة مني، بدأ الخوف يسيطر علي، لكن لم يسبق لي وان خفت من القبور، لكن صوت القرع كان مدوياً ومرعباً، ألقيت بكوب القهوة وخرجت مسرعاً من المقبرة وانا اصرخ بفزع:
_أنقذوني، هناك قبرٌ يخرج منه صوت.
كررتها كثيراً حتى تجمهر حولي الكثير من الناس المقيمين في الحي. دخلنا جميعاً إلى المقبرة فتقدم إمام المسجد ووضع أدنه على القبر، فقال بفزعٍ وعيناه جاحظتان:
_فعلاً ،هناك صوت طرقٍ آتٍ من الداخل
لم ينهي قوله حتى بدأت جميع القبور تطرق من الداخل، بدت علامات الخوف واضحة على وجوه الجميع، فأغلب الجثث هنا ليست حديثة الدفن، فمنهم من توفى منذ سنين ومنهم من أسبوع او يومين وفرصة بقاءه حياً صفرٌ بالمائة.
تفازع الجميع وذهبوا إلى بيوتهم وأحضروا أدوات الحفر، وبدأوا يرهفون السمع في المكان الذي يخرج منه الصوت ويحاولون فتحه، لكنهم كانوا يفشلون في كل مرة، فلم يستطيعوا نبش اي قبرٍ من القبور.
بدأ الموضوع يصبح أكثرَ رعباً من ذي قبل، فقد تعالت الطرقات واصبحت أسرع، حتى أن السلطات الأمنية تدخلت في هذا الموضوع وأحضروا سيارة إسعاف وباشروا في مساعدة أهالي الحي في الحفر، فقد كان صوت الطرق عالياً جداً وواضحاً للناس.
وصلوا بالحفر إلى أحد القبور الصغيرة، كان لطفلة عمرها سنتين حديثة الدفن، بدأوا بالحفر وبالفعل في هذه المرة تمكنوا من نبشه لينزل هذا الخبر على رؤوسنا كالصاعقة، فقد كانت الفتاة على قيد الحياة.
أخذوا الطفلة إلى المشفى ليتم علاجها، ليهدأ مع خروجها من القبر صوت الطرق الذي ضل سكان الحي يتكلمون عنه إلى يومنا هذا.
..تمت..
تنويه :
القصة بأحداثها وتفاصيلها حقيقية ومؤكدة من سكان المنطقة.
#بِــقَلَمـــي💜🕊️