#عشيقي_من_الجن 2
أياماً معدودات وأعلنت إنفصالي عن خطيبي محمود، في هذا اليوم تم الإحتفال بي أيضاً من قِبل قبيلة بني دهمان وأُعلنت وطلمش زوجاً وزوجة لأبدأ معه سعادة جديدة، فعلياً كان كل ما أحلم به أوامر له، ما أن أفكر في شيءٍ حتى يكون حاضراً أمامي في الثانية نفسها، لا أنكر بأن العالم الآخر أجمل من عالمنا بكثير فبرفقة طلمش عشت بسعادةٍ عامرة غمرتني حتى أخمص قدمي، عشت حياةً خاليةً من النزاعات، خاليةً من التنمر الذي عانيت منه طوال سنين عمري، خاليةً من خيانات البشر وبربريتهم، خاليةً من الطبقية والنرجسية، فقد كنت ملكةً على عرشي.
في أحد الأيام شعرت بأعراض الحمل الطبيعية التي تشعر بها أي أنثى، لكني تجاهلتها وظننت بأنها محض أوهام، فأنا الآن لا أفرق بين الحقيقة والوهم، بعد أن أكد لي طلمش بأني فعلاً أحمل في أحشائي طفلاً من صلبه كنت أظن بأن لا أحد غيري يشاهد بطني وهو يكبر لكني أخطأت الظن فقد شاهدت جميع أسرتي هذا الأمر، لينهالوا علي بالضرب، لكن طلمش حال دون ذلك فلم يمسني أحد بسوء بسبب دفاعه عني، لا أذكر حرفياً كيف جرى الأمر لكن بعد أن نظرت لهم جميعاً كانوا ملقيين على الأرض ونظرات الرعب لا تفارق محياهم.
سألتني أمي بصوتٍ مرتعش :
_كيف أطحتِ بنا أرضاً بصرخةٍ واحدة؟
_لا ادري، أقسم لكِ بذلك.
_أخبريني يا عزيزتي بما يجري معكِ، فمنذ أن وقع الطلاق بينك وبين محمود وأنتِ على هذه الشاكلة لا تخرجين من حجرتكِ ولا تخاطبين أحد، وجهكِ شاحب وكأنكِ عجوزاً في أواخر العمر، أخبريني بمكنون صدرك يا بُنيتي.
طلبت منها الجلوس بمفردنا لتوافقني على الفور ثُم أخبرتها بكل ما قد جرى معي، أصابها من الصدمةِ ما يكفي لتوقف قلبها عن الخفقان، توقف الكون لبرهةٍ أيضاً، ربما كان يتنصت علينا هو الآخر. لا أدري هل صدقت قولي ام لا، في نهاية المطاف لا يهمني من يصدقني ومن يكذبني، كل ما يهمني الآن بأن طلمش يحميني حتى من أهلي وصحة جنيني الذي أشعر به يكبر يوماً بعد يوم.
بدأت أشعر بحركات جنيني تزداد والإرهاق يتمكن مني أكثر، كان تعب الحمل واضحاً جداً، في هذه الفترة كانت أمي تحاول إقناعي بالذهاب إلى رجُل دين ليقوم بعلاجي إلا أنني رفضت خوفاً على جنيني وزوجي طلمش الذي أحببته وكأنه بشريّ.
إزداد ثقلي وزداد معه وجعي فيبدو أن موعد وضع حملي قد باتَ وشيكاً، يا للهول كيف لي بوضع جنيني بمفردي فلا أحد سواي يُمكنه رؤيته.
في هذا اليوم شعرت بأن الألم قد تمكن مني بحق ولا يُمكنني الهروب من هذا الواقع، بدأت مراحل المخاض بالبدء بنزول ماء الجنين مصحوباً بالدماء والكثير الكثير من الألم. جلست أمي بقربي لتخفف عني آلامي، سألتها إذا ما كانت ترى شيئاً من علامات الولادة، فأجابتني بأنها ترى ماء الجنين والدماء دون أي أثر لطفل، إستمر الوضع على هذا النحو قرابةَ الأربع ساعات حتى وضعت حملي أخيراً ليأتي طلمش ويأخذ طفلي ويذهب به، فتعجبت لأمره فكيف يأخذ طفلاً رضيعاً من حضن أمه، هل هناكَ أموراً أجهلها في عالم الجن، هل هناك طقوساً لم يُخبرني عنها طلمش بعد؟ فأنا لا أدري هل سيعود لي مرةً أخرة مع طفلي أم أن هذا اللقاء كان الأخير بيننا.
أخبرت أمي بأنه قد أخذه وذهب به فبدأت بتنظيف موضع ولادتي، بعد أن إشتد عودي قليلاً وبدأت أستعيد عافيتي، أخذتني إلى رجل دين ليبدأ بعلاجي على الفور، بعد أن قرأ بعضاً من آيات الذكر الحكيم حتى شعرت بأن جسمي يتمزق أي وكأن روحاً تخرج من جسدي، أطناناً من الألم تتجمهر في أخمص قدمي، غبت عن الواقع بشكلٍ مرعب فلم أرى سوا ملامح طلمش بين جُنبات الظلام وهو يودعني بإبتسامةٍ مريرة
بعد أن انهى قراءته تنفس الصعداء ثم أردف قائلاً :
_انصتوا جيداً ما أصاب السيدة أية هو سحر سفلي هدفه التفريق بينها وبين خطيبها محمود، ليتحول هذا السحر إلى جن عاشق بعد أن رأى مفاتنها ولم تستطع أية رده بتاتاً، تزوجها وانجب منها، وببعض الآيات التي سأخبركِ بها لتقرأيها بإستمرار وبعض الأمور التي يجب عليكِ تجنبها حتى تُفك عنكِ جميع الأمور وتحظين بالسلام الداخلي والنفسي.أنا أية عمري 25 سنة زوجة طلمش بن بني دهمان، أود بأن أخبرك بسرٍ صغير انا اشتاق لك وارغب بالعودة إلى عالمك الذي أعجبني، ارجوك عد وخذني معك اريد أن أراك مجدداً ولو لمرةٍ واحدة، سأصنع المستحيل لرؤيتك.
..تمت..
القصة بأحداثها واقعية..
#قصص_واقعية
#بِــقَلَمـــي
#حنان_جناجرة