وجهه محمر وقبضته مكورة للكم أحدهم في أي ثانية و يبدو أني أحدهم،كل شيء في هذا الوسيم يصرخ -سأنطحكم ابتعدوا عني- تمامًا مثل ثور هائج في حلبة القتال.
"هل تطرقون الابواب هكذا هنا؟"انا فقط سألت بكل أدب وأحترام،انه مجرد سؤال صحيح؟ لاداعي للغضب أليس كذلك؟ ولكن يبدو انه لايفكر بشكل طبيعي.
زمجرة خافتة خرجت من بين شفتيه،يرمقني بنظرات قاتلة لو ان النظرات بأمكانها ان تقتل لكنت أختنق بدمي الان وسأقولها للمرة المليون هذا الفتى هنا يبدو غاضبًا للغاية،أتسائل من بصق في وجهه في هذا الصباح الباكر؟ لأنه حرفيًا لو ضغط على نفسه قليلًا سيبدأ بأخراج الدخان من رأسه.
واخيرًا توقف الوسيم أو كما أحب ان أدعوه الثور الهائج.. لقد توقف عن أطلاق اللهب علينا من عينيه وتقدم ليدخل الى الغرفة باصقًا كلامه في وجهي"هل انتِ اللعينة التي هاجمت اختي؟"
"ماذا؟"نطقت دون وعي وبنبرة مشوبة بالأستغراب،مالذي يتكلم عنه؟ هل رأيت وجهه في حياتي كي أعرف اخته هذه؟ هل هو مجنون او ما شابه؟خسارة لديه وجه جميل ليكون مختلًا.
سحب نفس عميقاً يتقدم ناحيتي بسرعة ليقف أمامي مباشرة وبدا انه حقا سيحول وجهي ألى أحد لوحات بيكاسو هذه المرة"هل انتِ صماء؟ لقد سألتك بوضوح هل انتِ السافلة التي هاجمت اختي؟"
"كلا أنت لم تفعل..لقد قلت اللعينة التي هاجمت أختي وليس السافلة"أجبته بجدية مصطنعة لم تخفي نبرة السخرية والاستهزاء التي أحتواها صوتي وأظنه قد لاحظ هذا لأنه صر على أسنانه بشدة لدرجة أني ظننت أنه سيحطمها كما فعل للباب.
"نانيس أظن أنه فهم الامر بطريقة خاطئة"كان هذا ما قاله دان بخفوت جعل التوتر في صوته يبدو جليًا،أدرت رأسي ناحيته متجاهلة الثور الذي يستعد لنطحي"ماذا هل تعرف أخته؟"
صوت أرتطام الكعب على الأرض هو ما طغى في هذه اللحظة مشيرًا بوضح أن صاحبته تركض كي تصل الى هنا،جعل الصوت جميعنا نصمت محدقين بجهة الباب بترقب بأستثناء الثور الذي لم يكن مهتمًا بل أستمر برمقي وكأنني قتلت والدته أو كما يدعي هو هاجمت أخته.
كانت تقف أمام مدخل الغرفة تحاول ألتقاط أنفاسها وما لبث ان هدء صدرها قليلًا حتى أتسعت عيناها وهي ترى باب عيادتهم الجميل قد أقتلع من مكانه.
صمتها الغريب هذا دفعني للتحديق بها متفحصة أياها، كانت تبدو بذات سني،ذات بشرة بيضاء ناصعة رسمت عليها ملامحها الحادة بمهارة شديدة،عينان واسعتان بدرجة داكنة من البني و أنف دقيق طويل وقع أسفله شفتان كرزيتان بارزتان وأكتملت لوحة جمالها هذه بشعر أشقر شاحب أنساب من أعلى رأسها ليلامس كتفيها بمثالية تامة.
"آرون ما الذي فعلته؟"تكلمت أخيرًا معاتبة اياه وكاسرة الصمت لتجعل من الشاب يلتفت ناحيتها مجيبًا بحنق واضح "لقد جئت لقتل السفلة الذين هاجموا كريستي،أليس هذا واضحًا؟"
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
Fantasyفجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...