حملني!هو حملني!
جزء من الثانية...جزء واحد لاغير و جسدي أنتفض بقوة بين ذراعيه و تلويتُ محاولة تحرير نفسي،تراجع جسده للخلف بضع خطوات نتيجة لذلك و سمعته يزفر مراتٍ متتالية بأنزعاج"يكفي..يكفي يافتاة..أثبتي مكانك!"نطقها بصعوبة وهو يحاول كبحي.
"يكفي؟! أنا من يفترض بها قول ذلك..أنزلني!"صحتُ بها لأنهيها بالسعال..بدأ آلم طفيف ينتشر في حنجرتي ما أن رفعتُ صوتي قليلًا.
الثور المختل تنهدَ بقلة حيلة وهو يضع تعبيرًا متكدرًا على وجهه..كأنه وجد نفسه في موقف لايحسد عليه..وهو مخطئًا حرفيًا لأنني أنا هذا الشخص.
"ما أنت؟ هل أنت منحرف ما؟لماذا تحملني؟"نبرتي هذه المرة كانت منخفضة أكثر،تتخللها بحة غريبة أوجعتني ما أن تكلمت.
هو أكتفى بأن يخرج الهواء من فمه زافرًا بحنق،مغمضًا عيناه وكأنه يحاول تهدئة نفسه"لستُ منحرف"قالها بهدوءٍ شديد،تمتزج معه بعض الحدة و...قلة الصبر ثم سرعان ما أرتفعت نبرة صوته وهو يتحرك حاملًا أياي،مردفًا.
"لكن وتيرة السلاحف التي تتزاوج خاصتك هذه لايمكنني تحملها! لاتظني أنني أحملك لرغبتي بذلك بل فقط لأنني أريد الأنتهاء منكِ..لذا فقط أبقي فمكِ مقفلًا ألى أن نصل"
أنا حدقتُ به و...رمشتُ.
كل كلامه الوقح ذاك دخل ألى عقلي وأستوعبته عدا..تزاوج السلاحف؟ ما المفترض بهذا أن يعنيه!؟
"هل جُن جنون العالم؟"همستُ بها وأنا أنزل رأسي،وجهي متجمد بالكامل من هول الصدمة.
هناك خياران يسبحان أمامي لاثالث لهما..أما أنه مجنون أو مختل.
جديًا ماهو تزاوج السلاحف؟أهناك معنى أخر غير الذي أعرفه؟
هززتُ رأسي نافضة غبار الصدمة ثم رفعت ناظري له مباشرة لأسأل دون مقدمات"ما هو تزاوج السلاحف؟" أنزل هو رأسه بحركة سريعة لينظر لي بشيء من الدهشة و السخرية وعندها....
ألتقت عيناي بخاصته.
كان المكانُ مظلمًا ألا من ضوء القمر لكنني تمكنت وبوضوح من تميز خُضرة عيناه عن كل شيء أخر..أخذت أتمعن لثوانٍ بصمتٍ.
له عينان لوزيتان،واسعتان،تحيطهما الرموش السوداء ذات الطول والكثافة الأعتيادية،ليست كثيفة للغاية أو العكس..طبيعية فحسب لكن...مايجذب الأنتباه ويتركّ أسيرًا للحظة هو..
خضرة عيناه..عيناه خضراء للغاية،ذات درجة فاتحة جدًا،مثل أوراق الشجر بعد أمطار باردة،كالنعناع أو الليمون الأخضر..شيئًا غريب بها،أحساس مميز أعطته لي وهو ماجعلني أتأمل..فيها هدوء غريب،سكون وسلام لم أرَ مثلهما.
حملت عيناه بعض البراءة و الكثير من السكينة،جمال العالم وحلاوته،كأنه طفل..طفل صغير لم يعرف معنى قسوة العالم بعد لتكون عيناه بهذا السلام.
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
خيال (فانتازيا)فجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...