28|ما الذي تقوله الريح؟

333 46 24
                                    

لهبٌ أزرق.

-


صوت تسلل ألى أذني،واحد مألوف،طنين ألفهُ ولايمكن أن أخطئه..جهاز الرادار،كاشف الكيانات الأخرى،ولم أُمنح وقتًا لأفكر أو أخمن أي شيء فقد صفعتُ فورًا عندما ألتقطت أذني نبرة أعرفها.

شهقة عالية غادرت صدري ما أن تيقنت حقيقة ما أسمع.

رونان.

أنه صوته!

أندفع جسدي منتفضًا،أدور باحثة عن مكان لأختبئ فيه وصوت الطنين زاد من الطين بلة ورفع من مستوى الأدرينالين في دمي.

وما أن أقتربتْ الأصوات أكثر وباتت لحظة الألتقاء وشيكة حتى أندفعتُ بسرعة،أقبض على معصم الثور الواقف قربي لأسحبه عائدة ألى الحمام.

"ما خطبكِ الأن؟!"تذمر بقلة صبرٍ و أنزعاج.

ولكي تسوء الأمور أكثر...أقتربتْ الأصوات بدل أن تبتعد..أنه..بل أنهم قادمون للحمام!

سحقًا..سحقًا.

أن رأني هنا برفقة هذا ستكون...فضيحة!

وعند التفكير بذلك سرت رعشة في جسدي جعلتني أعطي ردة فعل سريعة دون أن أفكر حتى..أتجهت راكضة ناحية أحد المراحيض،أسحب الثور آرون الذي مازلت أقبض معصمه.

"هي مهلًا..مهلًا!"صاح هو محاولًا التملص من قبضتي لكن الأوان كان قد فات على ذلك فقد دخلت ذلك المراحض بسرعة،مقفلة الباب من الداخل ولم تمر ثوان على فعلتي هذه حتى سمعتُ صوت الباب الخارجي يُفتح وأصوات خطوات رونان ومن معه وأحاديثهم وضحكاتهم وصلتني.

وكذلك أحسست بالضغط على صدري،قلبي كان مهتاجًا يخفق بقوة وعنف وأنفاسي راحت تضطرب شيئًا فشيئًا ما أن سمعت رونان يضحك.

أن رأوني هنا..أن لمحوا قائدتهم مع مستذئب في الحمام فستكون فضيحة..سينتهي أمري،سأكون أضحوكة!

ناهيك عن ردة فعل جدي التي لا أرغب بتخيلها حتى.

وتانيا!

ستستغل الأمر حتمًا.

لم أعِ على نفسي ألا عندما سحب الثور يده مني،يرمقني بنظراتٍ لاتفسر والأنزعاج سيدًا لتعابيره ولغة جسده.

قضمتُ شفتي بيأس..لم يكن عليَّ سحبه معي،أن حثه حسه الذي يقنعه بأنه محور الكون وأن كل شيء حوله فسيخرج بالتأكيد..خروجه ليس مشكلة بذلك الحجم فهذا حمام الرجال بعد كل شيء لكن أعادتي قفل الباب مجددًا ستكون مثيرة للريبة حتمًا.

كان مايزال يحدق بي بذات النظرات المبهمة..واحدة تشعرني أنني حبة طماطم متعفنة و هو تفاحة طازجة،ويبدو أنه لاحظ نظراتي التي بادلتها له فقد أشاح بصره مطلقًا تنهيدة.

"أن يتم حبسي في مرحاض كان أخر ما توقعته لهذا اليوم الجنوني"همس بسخرية قبل أن يعيد ناظره لي،يرسم أبتسامة محيرة ويميل برأسه. "لاتخبريني أنكِ تخططين للقيام بمساعيكِ الدنيئة الأن؟"

شتاء أحمر||Red Winterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن