موسيقى هادئة تعزف في المكان،صوت الكمان في أذني و البيانو من حولي،يتناسقان تمامًا مع صوت المغنية العذب الذي يحتل أرجاء القاعة،رائحة العطور الفرنسية الراقية تداعب أنفي لكثرة أنتشارها في الهواء،ضحكات خافتة و محادثات هادئة خبئت بين حروفها أسرار،هذا يتعرف على ذاك و تلك تعقد تحالفًا مع أولئك،هؤلاء يقيمون صلحًا متناسين عداء الماضي.
الجميع يمثل،يرتدي قناعه متظاهرًا بأنه شخصًا أخر،لاأحد يعرفه حقيقته سوى نفسه و الرب من فوقه،تلك الأبتسامات مزيفة فقد خرجت من شفاه تلوثت بالدماء يومًا،هذه المصافحات كاذبة فهذه الأيادي قد أحتوت مخالبًا مزقت لحم أحدهم مرة،كل هذه الكلمات و العبارات المجاملة،الدعابات الظريفة و المرعاة التي ظهرت من العدم.
كل هذا مزيف.
هذا ليس نحن،و الأمور لاتسير بهذا الشكل،أننا معتادون على قتل بعضنا وسفك الدماء،هذا ما نحن عليه..جميعنا هكذا،لكننا خصصنا يومًا في السنة..واحدًا فقط لنتظاهر به بما لسنا عليه متناسين طبيعتنا ممثلين أننا أصدقاء و حلفاء غاضين أبصارنا عن كل تلك الدماء التي أهدرت،كل تلك الأرواح التي أزهقت،نحن نسيناهم و صافحنا بعضنا،متجاهلين حياتهم التي أفنت،عوائلهم التي فقدتْ و أحبائهم الذين خسروا،دفنا كل هذا و تصافحنا مدعين رغبتنا في السلام..السلام الذي لن نحصل عليه ابدًا.
وبين كل هذا الزحام،الكذب و الخداع كنت أقف ملتصقة بذراع آدم وكأني أحاول الأحتماء به وهو لم يمانع الأمر مطلقًا بل أنه يقوم بالتمسيد على ظهري بخفة كلما تمردت عضلات جسدي ترسل رعشة لتحذيري بشأن ما أعرف بوجوده مسبقًا،عندما قلت أنني أكره هذا الحفل لأنه منبع للكذب و النفاق كنت أقول الحقيقة لكنه ليس السبب الوحيد لذلك هناك ما هو أكبر من ذلك..جسدي الأحمق.
كوني أستطيع الشعور بوجود الكائنات الخارقة قربي هو أمرًا يعجبني بل أنه ينفعني كل الوقت ويساعدني في عملي،وحتى ذلك الشعور البغيض بالنفور و الحذر،الرغبة بالأبتعاد،كنت قد أعتدت كل هذا ولم يعد يضايقني منذ زمن..أعتدته الى درجة معينة وبالتأكيد تلك الدرجة لا تشمل وجودي حول ألف و ثمان مئة و تسع و ستين مخلوقًا خارقًا كل واحد منهم يعطي أحساسًا مختلفًا عن الأخر.
عنقاوات،مصاصي دماء،مستذئبين،سايرن،سحرة،متحكمي عناصر،ثعالب،نمور،ليكان،شياطين،ذوات الأجنحة بأنواعها..والمزيد و المزيد أي مخلوق قد يخطر على بال أحد متواجدًا هنا، يارجل حتى المخلوقات النادرة كالضباع و الأفاعي كانت موجودة.
وبين كل هؤلاء أقف أنا،عزلاء غير مسلحة،يمكنني الشعور بكل واحد منهم،ومايزيد الطين بلة هو طبيعة ضيوفنا هؤلاء،جميعهم من مراتب عالية و مكانات مرموقة فقد كان الحفل يقتصر على قادة الأعراق و الفصائل وعندما أقول مكانة كأني أقول قوة..كل واحد هنا له هالة مخيفة،حضور قوي بالطبيعة وهم لم يقصروا أطلاقًا..وكأنهم يتعمدون التباهي بقوتهم محاولين فرض سيطرتهم و جبروتهم.
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
Фэнтезиفجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...