أرتشف القليل من كأس الشاي أمامه دون أن ينزل ناظره عن الدفتر العتيق بين يديه،كان يقرأ ويقلبُ صفحاته بحذر شديد وأهتمام خاص لم يكن ليبديه لأبنه لو كان لديه واحدًا.
وعلى الرغم من كون آدم قد قرأ دفتر المذكرات هذا لثلاث مرات خلال هذا الشهر فقط،ألا أنه مازال يجد نفسه يستمتع به ويضيع بين صفحاته وكأنه يعيش التجربة،يحس بما أحسته ويخوض كل ما عاشته حتى أنه قد بدأ يفهمها..لقد أصبح أسيرًا في عالمها.
المقهى حيث يجلس كان صاخبًا بعض الشيء لكنه لم يعطي الأمر أدنى أهتمام..بل أنه لم يكن منتبهًا لما حوله من الأساس.
أبتسامة خفيفة ظهرت على ثغره فور وصوله الى جزئه المفضل..الجزء الذي كان قد أدمنه.
يوميات لارا روغنار،اليوم السابع عشر:
(لقد تغيرتُ..تغيرتُ كثيرًا،أعلم هذا وأفخر به،العالم أختار لي أن أكون مجرد فتاة وأنا وافقته..لكني أمسكت بهذه المجرد وشحذتها! صنعت منها خنجرًا وأستللته لينغرس في قلب كل من عاداني،ولم أندم أو أثقل كاهلي في التفكير في ذلك،لأني أحببت نفسي!
أحببتها وقدستها وأردت الأفضل لها دومًا..لأني أستحق أن أعيش وأحلق! أنا أستحق،جميعنا نستحق!
وصفتُ بالأنانية كثيرًا ولم أهتم،فأن كان حبي لنفسي وقتالي في سبيلها يصنف هكذا فأنا وبكل فخر أنانية وأعشق نفسي! وأقسم أنني سأبقى أقاتل بنفسي في سبيل نفسي!)مازال القتال في بدايته ومازلت بكامل قوتي.
رطب آدم شفته محاولًا منع أبتسامته من الأتساع أكثر..عظيمة هي لارا،تمنى آدم أن ترقد روحها بسلام وان يحصل على ربع القوة والعزيمة التي أمتلكتها فغيرت بها عادات مجتمع الصيادين بالكامل.
كم تمنى أن يحصل على ربع ثقتها،فهو مهما حاول ومهما نجح وأنجز مايزال يشعر بأن هناك شيء ناقص فيه!مهاراته القتالية،حسه العالي بالمسؤولية،ذكائه وفطنته،كل شيء فيه كان مثاليًا وممتازًا بشهادة الجميع من حوله..لكن مع ذلك هو يشعر بوجود خطب ما..هناك شيء ناقص..هناك ما يجب اصلاحه!
هو يشعر به على طرف لسانه،و كأنه موجود أمامه لكنه أعمى لايلمحه،يشعر بوجوده لكنه لايعرفه ليتمكن من معالجته.
عقدة خفيفة ظهرت على حاجبيه وهو يرفع معصمه محدقًا بالسوار حوله،بدأ يصدر طنينًا مسموعًا،أطفئه آدم منهيًا بذلك الضجيج الذي بدأه
كيف نسي أطفائه؟هو بمنتصف المدينة بالفعل..دون شك المكان يمتلئ بكافة المخلوقات من كل صنف وشكل..تنفس براحة،من الجيد أنه لم يجذب أنتباهًا غير مرغوب به.ثانية واحدة مرت قبل أن تنحشر هذه الراحة في حنجرته فور أن شعر بظل يحجب الضوء عنه،أنعقد حاجباه بخفة و رفع رأسه لتلتقي عيناه بخاصتها..الشيء الوحيد الذي فعله لحظتها أنه أغمض عيناه متمنيًا زوال صورتها ما أن يعيد فتحهما..لكنها كانت موجودة وحقيقة،ليست مجرد كابوس أوهمه به عقله.
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
خيال (فانتازيا)فجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...