كان يجلس بهدوءٍ على الأريكة،يعتري وجهه تعبير حاد،متزن،كتفيه مرفوعان و كفيه يمسكان بعكازه الذهبية..جاد،بارد وصلب كالعادة.
هذا ما يراه أي أحدًا به..الثبات،وهذا ما أراد سميث أن يظهره للعالم وقد نجح في ذلك لكن..لاأحد يعلم مافي نفسه.
هم لايعلمون كمية الآلام التي يخبئ،الجروح القديمة التي مازالت أثارها تنهش بروحه وجسده،الحسرة على كل ما مضى..على كل ماخسر.
من يراه قد يظنه عاش حياةً جيدة لكن كل ماعرفه سميث طوال هذه السبعين عامًا هو...الألم.
قلبه نزف وعيناه ذرفت حتى جفت،لم يعد لديه دمعٌ ليذرفه وحتى أن فعل..ماذا سيتغير؟
هو خسر كل شيء.
أبتداءٌ من شقيقه الأكبر الذي ذُبح أمام عينيه،على الرغم من مضي سنين طويلة،عجاف على ذلك ألا انه مازال يتذكره بتفاصيله،مازال يتذكر دماء آدم المنهمرة،جسده البارد الذي لم يستجب له مهما ناداه،لايستطيع أن ينسى كم بكى وصرخ وهو يتوسله أن يستفيق.
"أخي،أستيقظ أرجوك"هو قالها كثيرًا دون فائدة ترجى.خسر شقيقه آدم وكذلك طفولته.
بعد موت آدم أصبح والد سميث عبارة عن ظل غاضب،رجل حانق كل مايشغل باله هو الأنتقام لولده وهذا مافعل لكن...أنتقامه لم يكسبهم شيئًا سوى العداوات.
ولم يفد في أطفاء شيء من النارِ المتقدة في قلبه حتى باتَ أسيرًا لكأس الخمر لايفارقه.
والده ماتَ هو الأخر..مات محملًا أياه مسؤولية كبيرة وهو فتى أخضر لم يزهر بعد،ليجد سميث نفسه مسؤولًا عن أتحادٍ كامل و شقيقة صغيرة وهو مازال لايعرف معنى كلمة مسؤولية أصلًا.
لكنه مر..كل شيء مر و عقارب الساعة تحركت والزمن مضى.
كان فقط يمضي دون أي لذة،دون أي معنى،مجرد سنوات وأرقام تتغير بلا الشعور بها...حتى ظهرت هي.
ظهرت أمامه من وضعت لحياته معنى لا بل من أعطته الحياة نفسها...أليزابيث.
اه كم تتملكه الحسرة كلما تذكرها،رغم كل الاشياء التي حصل عليها هي كانت الأثمن،هي كانت كل شيء وهو أحبها أكثر مما ينبغي.
أحيانًا يلوم نفسه..ماكان عليه أن يتعلق بها لهذه الدرجة،لو أنه لم يفعل لما حطمه موتها هكذا!
هو خسر الكثير من الأحباء لكن ليز لها غصة خاصة بها.مثير للسخرية...هي تميزت حتى بهذه.
هو أنتقم لها،أخذ بثأرها وسار على خطى والده،ساعيًا نحو الأنتقام...وذلك لم يكسبه شيئًا سوى لقب...الجزار المبتسم.
لهذه اللحظة يتذكر مقدار النشوة التي شعر بها والأبتسامة التي شقت وجهه وهو يستمع لصرخات تلك الفاسدة التي سرقت حبه منه.
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
خيال (فانتازيا)فجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...