"تخيلي هو لم يعطيني نصف المبلغ حتى!"قلت بلا تصديق أحاول مواكبة خطوات كلوي المسرعة،هي أومئت تلهث وتتابع سيرها،تزيد من سرعتها،تجعل مني أقلب عيناي بملل"أنتِ لا تستمعين"
"نانيس المحاضرة بعد خمس دقائق!" أذن وماذا؟ ليس وكأنها نهاية العالم أن تأخرنا قليلًا..حسنا بالنسبة للأستاذ ستكون كذلك.
كنت و كلوي ندرس بذات الجامعة لكن بأقسام مختلفة،هي تدرس الأعلام.
ودعتُ كلوي أو بالأصح تبخرت من أمامي كلوي ما أن ظهر أمامها مبنى القسم الخاص بها..هي ذلك النوع الذي سيرتجف أن تأخر ثانية وقد يغمى عليهما أن فعلت شيئًا مخالفًا للقوانين داخل الحرم الجامعي..هذا أن فعلت أصلًا،هي لم تخالف القواعد يومًا..لنستثني الغش في الأختبارات،كلانا لا نعتبره خرقًا للقواعد.
تنهدت بقلة حيلة،أتابع سيري لوحدي هذه المرة،بعد فترة وجيزة وصلت أخيرًا،وكالعادة خوف كلوي كان مبالغًا..لم تكن المحاضرة قد بدأت بعد،دخلت القاعة لأجلس مكاني ملقية التحية على الشاب الذي كان يجلس هناك مسبقًا"صباح الخير"ليس وكأني أعرفه بل أنها المرة الأولى التي أكتشف وجوده في دفعتي..ولكن يارجل هو كان يقطر وسامة! لم أكن أستطيع تجاهل وجهًا جميلًا كهذا،هو بادلني التحية مبتسمًا.
وعندما دخل الأستاذ الى القاعة ذبلت جميع الأبتسامات وهدأت جميع الأصوات عدا صوته هو،كان قد بدأ يشرح بسرعة وكأن نهاية العالم ستحل أن أنتظر قليلًا.
لم يكن من المفترض بنا الحضور اليوم..أغلب الطلاب لايحضرون في هذه الأيام..رأس السنة على الأبواب الجميع يذهبون ليحتفلوا مع عائلاتهم ولكن قسم الكيمياء ملعون بذلك الأستاذ الذي يمتلئ خبثًا و حقارة كما هي كرشته المدورة تلك..هو وضع لنا أمتحانًا اليوم.
أيوجد سافل أكبر من هذا؟
المحاضرة كانت تعذيبًا بالنسبة لي،لم أكن أحب المقررات النظرية بقدر حبي لتلك العملية ولأن حظي صدأ فأن أغلب ماندرسه في هذه المرحلة هو نظري بحت،وبعد ساعة وربع من المعاناة..أنتهت المحاضرة أخيرًا لأتنفس صعداء،كيف للوقت أن يمر بهذا البطئ؟ يا رجل أنه يجري من أمامي مسرعًا أن كنت نائمة أو مستمتعة بفعل شيء ما.
بعدها كان الوقت المخصص للأمتحان،لا داعي لأذكر الأبتسامة التي تشق وجه الأستاذ عندما دخل القاعة يحمل الأسئلة،حسنًا أن كان زفافه فهو لن يسعد بهذا الشكل..أجزم بذلك،أنقبض قلبي عندما أستقرت ورقة الأسئلة أمامي لأبدأ بقرأتها و أنا أردد الصلاة في سري.
لكن يبدو أن هذا لا ينفع هنا،فحاجباي أنعقدا ما أن قرأت السؤال الأول،ما هذا؟ من أين أتى الى هنا؟ لا أذكر أني ذاكرت شيئًا من هذا القبيل! أبتلعت ريقي أرفع رأسي عن الورقة لأترك عيناي تتجول في القاعة..تعرفون كنت أراقب الأوضاع من حولي لأتأكد أن كانت المشكلة بي أم بالسؤال،الجميع كان يكتب،يوشكون على ثقب الورقة بالقلم أذا ما كتبوا أسرع.
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
Fantasíaفجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...