"أنه مجرد كابوس"همس لي،يمسح على ظهري برفق،رأسي كان يستقر على كتفه،لم أنطق بكلمة أكتفيت بالصمت،هو لن يفهم بكل حال،لا أحد يفعل.
رأيت ستيفاني تقترب،تحمل في يدها كأس من الماء،جلست ألى جانبي الأيمن فأصبحتُ في المنتصف..محاطة بها و بجدي.
مدت الكأس وحبة دواء بيضاء ناحيتي"أشربي هذه..ستشعرين بتحسن"ألتقطتها من يدها وحشرتها في فمي دون مقدمات.
لم أرغب بأن أسأل أو أنبس بحرف واحد..حتى وأن كان سمٌ فلا مشكلة لدي..سأبتلعه بأمتنان،أنا متعبة،يتملكني الوهن و..الضعف.
أنها المرة الأولى التي أشعر بهذا..بأنني ضعيفة وهشة ألى هذه الدرجة،ثقل وخمول،أنا متعبة للدرجة التي لاتمكنني بالشعور بجسدي،كأنه ليس لي ولاينتمي لي،روحي تطفو..تائهة.
لاأرغب بأن أشعر بشيء مجددًا،مانشعر به يصبح واقع،أشعر بالألم وسرعان ما سيبدأ يتغلغل في جسدك حتى يطفح و يتسرب للخارج،يجعلك كتلة سوداء معتمة تتحرك،الظلام يبتلعك و يبتلعني.
ولماذا كل هذا؟ لأننا نشعر،نهتم لذا نتألم.
السعادة جميلة لكنها لاتعرف طريقها للجميع،الألم يفعل.
من صفات الحياة أنها غير عادلة.
البعض يُرى كالملاك المقدس،يستحيل تكذيبه،أما الأخرون..مثلي فهم يجبرون على الخوض في المجهول فقط لأثبات برائتهم،وأذا ما خسروها في طريقهم لأثباتهم ألتف حولهم الجميع،شامتين ومحتفلين بأخفاقهم.
أنت تربت على ظهري الأن،يبدو وكأنك تهتم،لكن لو كنت تفعل حقًا لصدقتني،لوقفت في صفي،لم أكن لأجبر حينها على التورط مع عرافة معتوهة تتسل ألى غرفتي ليلًا كي تريني وهم لصديقي الذي لم أرَ وجهه منذ ثلاث سنوات.
لم يكن ليحدث هذا.
"يمكنك الذهاب للنوم جدي،وأنتِ كذلك عمتي..أنا سأبقى مع نانيس"قال آدم بهدوء،رفع جدي رأسه نحوه وأبتسم"لكن ماذا عن رحلتك غدًا؟ عليك أن تحضى ببعض الراحة"
"يمكنني النوم في الطائرة"همهم جدي موافقًا قبل أن يلتفت نحوي"ما رأيكِ،هل ترغبين..."لم يكمل كلامه..لأني أبعدت رأسي عن كتفه وسحبت جسدي بضع أنشات،أشيح بوجهي عنه للجهة الأخرى.
أظن أن الأجابة وصلته لأنه نهض من مكانه،يتمتم"ما شأني؟هل أنا من أرسل الكوابيس لنومها؟"
نعم..أنت! كل هذا بسببك!
"هل أذهب عزيزتي؟"سألت ستيفاني بنبرتها الحنونة المعتادة،أومئت بالموافقة ولم أنظر لكني شعرت بها تنهض من جانبي وسمعت خطواتها المبتعدة
"أعتنِ بها من أجلي"أوصت آدم.غادرت ستيفاني و أقترب آدم،جلس بجانبي"أذن هل ستخبريني ما الذي حصل؟"
هذا السؤال مجددًا..ما الذي حصل.
والجواب دائما سيكون..ما الذي لم يحصل؟!
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
Fantasyفجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...