عيناي تلئلئت،تلمع بأشراقة الصدمة،السعادة،الأنبهار،لم أكن مصدقة ما تلتقطه مقلتاي و بقيت أسيرة الصمت لثوانٍ وأنا أتمعنها منبهرة.
يالجمالها!
أهذه الحسناء لي؟
الأبتسامة أرتفعت على ثغري وكادت أن تشق فمي لو لا ذلك المنظر الذي تسلل و أخترق مرمى بصري،منظر دان الذي ينحني على سطح السيارة السوداء،يعانقها تارة و يقبل زجاج نوافذها تارة أخرى.
سقطت تكشيرة على محياي وأنا أجز على أسناني قائلة. "دانيال أبتعد عن سيارتي!"
وكأنه لم يستمع،كأنه في بعدٍ أخر كليًا،بقي يقبلها ولولا الحياء فأنا موقنة بأنه كان ليلعقها بكامل لسانه،لكنه لم يفعل و لحسن حظه..فلو فعل لأقتلعته له.
"رباه! ما أجملها! لاأستطيع الأنتظار لنأخذ جولة بها!"هتف بحماسٍ قبل أن يستدير ناحيتي و عيناه تبرق بلمعة الجراء اللطيفة تلك. "أختي ستأخذينا في جولة صحيح؟ انا وجانيس،جان و تايلر؟"
لم يمنحني فرصة لأنطق،فأبتسامته أتسعت ولعابه كاد يسيل وهو ينحني ثانية،ينوي تقبيلها.
لكن ضربة خفيفة بطرف يد أدم على عنقه كانت له بالمرصاد،وكل ما سمعته بعدها هو صوت تأوهه ثم تذمره بأنزعاج شديد. "أخي! ماخطبك هذه أخلاق سيئة!"هسهس مكشرًا.
نظرة بطرف عين أدم أستقبلته جعلته يصمت تمامًا. "أحفظ ماء وجهك ياولد..أنها سيارة فحسب"
حاجب لي أرتفع. "سيارة فحسب؟" لم يلقِ هو بالًا لنبرتي المنزعجة وأكتفى بأن يرفع يده بدرجة بسيطة،يقذف بالهواء دون مقدمات مفتاح السيارة ليخترق صوت خشخشته الهواء.
تمكنت من أخذ ردة فعل سريعة وألتقطته قبل أن يرتطم بوجهي أو يسقط أرضًا،برودة المعدن لامست جلدي لكنها وبطريقة ما كانت محببة للغاية،تدفعني ألى أن أشد عليه متجاهلة الوخزات الباردة للمعدن.
صوت خطوات أدم التي تكرر صداها على الثلج المنهمر ،تدفعني لأقطع تأملي بالمفتاح ناظرة ناحيته.
"تحصلين على سيارة و تلميح بتسلمك القيادة فقط كي لا تغادري المنزل؟ فتاة محظوظة"وجدت جسدي يتصلب فجأة و علامات الحيرة و القلق غزتني بالكامل،تمعنت النظر أليه،أحدق في ملامحه الهادئة. "هل يزعجك الأمر؟"همستُ بقلق.
رأيتُ الأندهاش يعتريه قليلًا،حاجبه يرتفع بتفاجئ و عيناه تتسع بدرجة معقولة قبل أن تلمع معطية أياي تلك النظرة الحانية،شفته أهتزت بأبتسامة خفيفة و سبابته أرتفعت لينكز أنفي بخفة. "كلا..لمَ قد أنزعج؟"
قضمت باطن شفتي،غير قادرة على الرد.
لو كنت مكانك لأنزعجت،لغضبت و لثرتُ في وجهكم،لمَ أنت بهذا اللطف؟ لمَ تجعلني أشعر بالذنبِ لكوني أنانية؟
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
خيال (فانتازيا)فجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...