نسمات الهواء الباردة تعبث هنا وهناك تداعب أغصان الأشجار المتيبسة وتجعل من خصلات شعري تتطاير من على كتفي بلا قيود،درجة الحرارة كانت منخفضة والغابة موحشة هادئة حتى مع خيوط الشمس الهاربة من بين السحب التي تغزو السماء.
وعلى عكس المرة السابقة لم يكن هناك بومة تنعق ولا مهرج أحمق يثرثر،الصمت يحتل المكان،وهذا ما أزعجني قليلًا وأشعرني ببعض الأختناق والملل جراء أغلاق فمي لساعات دون النطق بكلمة،أحسست أني سأنفجر أن لم أخرج. حرفًا من فمي.
لم أكن وحيدة ولكن من معي كان صنمًا بملابس رجل.
أرتفع حاجبي للمرة العاشرة وأنا ألتفت رامقة أياه،داميان كان هادئًا لاينطق بكلمة ألا للضرورة،هو من النوع الذي يشعرك بأنه يعاني حقًا عندما يضع تعبيرًا علي وجهه أو يخرج حرفًا من بين شفتيه.
رجل حجري ذلك ماكان عليه،وهذا الأمر يجعلني أستغرب علاقتي معه بعض الشيء،لم أكن أشعر بالراحة حول هذا النوع من الأشخاص،هم يشعروني بالضجر وأحيانا حتى بالحنق بسبب أحساسي أنه يتم تجاهلي،بأستثناء آدم،داميان هو الشخص المتحجر الوحيد الذي لدي علاقة معه.
ولم يكن من المفترض أن تربط بيننا علاقة صداقة أبدًا،ففي أول مرة رأيته بها كرهته حقا،كرهته للغاية لأنه سرق كل الأهتمام والأضواء مني،كنت في السابعة عشر فقط وقتها،يزعجني قولها لكن في مراهقتي أنا كنت مختلفة..مختلفة كثيرًا عن الأن،حمقاء،غبية،سطحية يسهل خداعها،لنشكر الرب أنني فتحت عيناي قبل فوات الأوان.
أما هو فقد كان الشاب المنتقل للقاعدة حديثًا من مقاطعة أخرى،و التنقل بين قواعد الصيادين أمر صعب للغاية ولا يمكن لكل شخص الحصول على أذن بتغير مكان عمله وذلك لأسباب أمنية مشددة يتبعها التنظيم.
لكن داميان فعل،لذا كان حديث كل شخص يومها وهذا ما جعل الغيرة تغمرني من أعلى رأسي الى أخمص قدمي،لذا قررت أنه النوع الذي سأحب كسر غروره وأسقاطه أرضًا،وهذا ماتمكنت منه،أستطعت هزيمته في مباراة فردية.
مازالت أشعر بنشوة و سعادة عندما أتذكر نظراته الحانقة وهتافات وتصفيق الحضور لي،أحدهم أمتدح مهاراتي وأسلوبي،والأخر سخر من داميان،أما الأخير فهو من غير كل شيء عندما صرخ قائلًا أن هذا أقل مايمكن توقعه من تلميذة موريس لوكين.
وكأن المياه الباردة سكبت على رأس داميان عندما سمع الأسم،غضبه تلاشى وحل محله الصدمة وهو يسأل بلا تصديق أن كنت حقًا تلميذة السيد موريس.
لاحقًا أتضح أنه كان معجبًا كبيرًا به.
موريس كان مدربي فضلًا عن كونه من أقاربي.
وبشكل ما أصبحنا نتكلم معًا ونشأت صداقة بيننا على الرغم من كون أغلب محادثاتنا عبارة عن..
أنت تقرأ
شتاء أحمر||Red Winter
Fantasyفجر يوم خريفي بارد،المدينة كانت صامتة و الجميع كانوا نيامًا،الجميع عدا نانيس و قريبها الصغير اللذان خرجا في مهمة أعتيادية مملة،صمت الغابة كان مربكًا،والظلام كان دامسًا لم يكن هناك أحد معهما ألا بومة مزعجة أستمرت بالنعيق طوال الوقت. كل شيء كان من ال...
