.3.

240 47 3
                                    


على كلٍ ..لا أحد يعرف كيف تسير هذه الأمور، أقصد كيف يخطط القدر عن كيف تسير الأمور، بذكر ذلك ..كيف يخطط لكل شيء بالتفاصيل الدقيقة؟ كيف يربط الخيوط مع بعضها حتى أكتمال الصورة؟ انه شيء يجهله الإنس ولا تعرفه سوى الملائكة ..

هذه الحكاية لها كاتب واحد، وهذه الحياة لها خالق واحد.

أنه درس اللغة.

-أستاذ ديفيد لدي سؤال آخر ..

رفعت أحد الطالبات يدها أو بالأحرى تلك الفئة المتملقة، كان أستاذ اللغة رجل قد بلغ عقده الرابع لكن لا يطابق مظهره عمره بل يبدو شكله وهيئته كما لو أنه شابًا في مقتبل العمر، يرتدي نظارة مستديرة وتلك الأبتسامة الدافئة لا تفارق شفتيه.

-لن تنفع معه هذه الحركات، كيف أنهن لم يسئمن من المحاولة ..

علقت ماري بصوت منخفض قرب أذن بيلا وقد سمعت روبي حوارهن لقربها، تجلس بجانب ماري من الجهة الأخرى.

-أشعر بالأشمئزاز ..

قالت مارثا بشعور القرف الذي بدا واضحًا على ملامحها.

أنتهى الدرس أخيرًا، بعض الفتيات يراقبن الأستاذ ديفيد وهو يسير في الرواق ويضحكن فيما بينهن بخجل وأخرى تلعب بشعرها وتحدق به بأعجاب.

-من غير اللائق أن تكون الفتاة أول من يبادر.

أردفت بيلا.

-تقصدين ..من غير اللائق أن ترمي الفتاة نفسها أمام الرجل بلا حياء.

صححت مارثا.

حين نزول الخمسة الى الطابق الأول بأتجاه قاعة الطعام توقفن عندما سمعن صراخ المديرة عبر غرفتها، تملك أجسادهن الرعب للحظة ثم تغلب الفضول على ذلك.

خرجت سافانا من غرفة المديرة بملامح مرعوبة وجسد يتصبب عرقًا، سارت للأمام بقلب لاهث لتوقفها ماري بسؤالها:
-هدئي من روعك، ما سبب غضب المديرة هذه المرة؟؟

بلعت ريقها قبل أن تجيب:
-اوه ..اوه هي فقط غاضبة بسبب ضجيج آغنيس المستمر، آغنيس المسكينة ..لا يكفي تقديم وجبة واحدة لها في اليوم الآن لن يقدم لها أي وجبات ..

-ماذا تقصدين؟!

بيلا.

-أمرت المديرة بعدم تقديم لها وجبة هذا اليوم.

أجابت سافانا ثم تركت الفتيات بعجل لأنهاء عملها ومهامها التي لا تنتهي.

فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن