النهــ 37 ــاية

174 21 53
                                    


رمال الشاطئ تنجرف تحت الأقدام وتغطيها بعض الصخور على الجانب، الامواج التي لا تكف عن مداعبة الشاطئ والشمس الساطعة التي تحتل معظم السماء فوق الشاطئ ..

النسيم الذي يداعب الوجنات ويخبرنا كم ان الحياة سهلة بسيطة وترفة، ماذا لو كان بإمكاننا لمسه؟

تجمعوا من جديد ..جميعهم ..

كان الكونت ليون مستلق على الرمال بحرية تامة وقد حطم شتى قيوده واخذ يحدق بنهاية البحر ..

هناك بالقرب من الشاطئ يتشاجر نوح مع البرت، ليس نوع من الشجار البغيض بل شيئًا يدل على مرحهما ..

ايثان هو الآخر كان يقف بالقرب من جون ويضحكان على الاثنان اللذان وقعا في المياه حتى غطت اجسادهما ..

والسيد ابراهام يقف بعيدًا يحدق بالأفق ..

حتى غطت اصوات الرياح والامواج والشجار اصواتهن الناعمة وهي تثرثر مع بعضها حيث طارت جميع الانظار نحوهن ..

كل رجل منهم جذبته امرأة محددة ..تلك التي تمكنت من قلبه ببساطة ..

شعرهن القصير والرياح تداعبه كما لو انها تداعب الزهور، كانت وجوههن المدورة مشعة كالشمس في منتصف الربيع، في ابهى طلاتهن واستقلالهن وما من قيود تلتف حول معاصمهن ..لا شيء سوى حجول الحرية ..

خرجت روبي من المجموعة لتجري نحوه كالطائر الحر واستقبلها هو بلهفة ورفعها الى الهواء والتف بها محتضنًا اياها حتى توقف وابعد وجهه عن عنقها لتصطدم انوفهما، يطالعها كما لو انه امتلك النجوم بين يديه ..

-لستِ عادية.

نطق فضحكت واحنت رأسها لتداري خجلها.

ومارثا اخذتها اقدامها نحوه تلقائيًا، من سرق قلبها بأذنها وقدر ثمنه، مدت له يده وقد اضاءتها الشمس فظهرت كالملائكة في عيناه وانبهر حتى احتضن نوح يدها بقوة ولمعت في عيناه دمعة كانت لتغرز في الكفوف كالأبر ..

وذهبت بيلا نحو السيد ابراهام الذي استقبلها فرحًا ورفع لها القبعة كامرأة نقية يخشى ان يمسك يداها كي لا تتسخ ..

بينما ركضت ماري نحو جون لتبدأ شجارًا من جديد وحالما رفعت ذراعها متفاخرة بعضلاتها ومشهرة قبضتها نحو وجهه تفاداها وهو يضحك ثم امسكها من مرفقها بحركة سريعة وسحبها نحوه لتصبح اقرب من اي مرة كانت معه ..

-لا يمكنكِ تحدي الرجال يا صاح!

ومن جهة جلست جين على الرمال تمدد ساقيها النصف عارية وقبعتها تمسح آثار اشعة الشمس من اجلها لتمسك كتابها وتكمل قرائته حتى اقترب منها ايثان وجلس بجانبها ..

فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن