فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق

.12.

-روبي، ماذا اخترتِ ان تكونين؟

همست بيلا.

-عمود انارة.

ردت وقهقهت بخفة.

ردهة واسعة ذات سقف عميق، رفوف منتظمة طويلة ولا تنتهي، مكتبة ضخمة لا تحصى كتبها بسهولة وزغرفة ملائكية تزين الجدران، تقف على رأسهن امرأة في عقدها الخامس تنتعل كعبًا عاليًا وانفًا شامخًا، تمسك بالعصا وتشير لهن بالثبات ..

تسير الفتيات في صف وراء بعضهن بأستقامة وثبات وفوق رأسهن كتاب او اثنين، عليه الا يقع ..وعليهن السير كالشجر الثابت ..عليهن ان يكونوا شجرة متحركة.

ماذا ستفعلين؟ ..سأتعلم السير من جديد، ماذا عن اول خطواتك؟ ..لا تحتسب، وماذا يفيد التعلم مجددا؟ ..ان لا انسى انني انسان واتصرف كإنسان، هل على الإنسان ان يسير بأستقامة دومًا الا يتعب الا ينثني؟ ..قولي لهم ذلك، ماذا يريدون؟ ..ان اكون امرأة، اولستِ بأمرأة؟ ..جنسي انثى لكن هناك معيار خاص للمرأة هم قرروه، ما هو؟ ..ان لا تضحك بصوتٍ عالٍ، ماذا ايضًا؟ ..ان تتصرف بأدب ..ان تخجل ..ان تحترم ..

ان تكون كالدمية المسيرة ..

ومشاعرها؟ اوليست انسان؟ ..لا تحتسب ..

ان تكون كالدمية ..

تكون كالدمية!

خطوات كائن مستعجل مقدام، من يستطيع عبور اسوار فامفيرتو الشائكة سوى الذي لا يهاب المخاطر، كلب بلون البندق ضخم ذو زغب خفيف بفم مترهل اسود واعين ناعسة من سلالة الدرواس، تقدم بعجل بعد عبوره الأسوار وهو يحمل مخطوطة صغيرة في عنقه حتى وصوله الى خلف القلعة ..

توقف امام النوافذ الخلفية لينبح بصوتٍ عال دون توقف وهو ينظر للأعلى ..

فُتحت نافذة مطلة عليه من الطابق الثالث لتظهر جين عبرها وهي ترمق الكلب نظرات مندهشة، ابتعدت عن النافذة على الفور لتجري خارج الغرفة تحت انظار الفتيات المستغربة.

كانت مارثا تجلس امام المرآة وتسرح شعرها، ماري توظب اجرار مكتبها وبيلا تنتقي الثياب.

-ماذا يحصل معها؟؟

ماري.

-لا تبدو جيدة هذه الايام.

بيلا.

-جين هي جين يا بيلا لا تظهر على ملامحها اي مشاعر واضحة فكيف تعرفين.

مارثا.

-ولا تبدو القلعة على ما يرام هذه الايام.