"ليس جيدا أن يكون آدم وحده فاصنع له معينا نظيره"(تك 18:2)
كنيسة المدينة الساعة العاشرة صباحًا.
هناك صوت غير مرئي تسمعه فقط عندما تدخل الى الكنيسة، ها هو يعلو في الداخل، صوت ملائكي عذب رنان، كأن الملائكة تحرس الكاتدرائية من الداخل وتغني ..
تجمعوا لغرض مناسبة سعيدة، رباط مقدس يدعى الزواج.
جميع المقاعد ممتلئة والأنظار تراقب مشهد واحد لعروسان يمسكان ايدي بعضهما ويرددان القسم من بعد القس، عيناهما تلمع من الفرح وصوت نبضاتهما يمكن سماعه من آخر صف من المقاعد ..
-أنا آخذك لتكون زوجي ..
-لتكوني زوجتي ..
-أعدك بأن أكون صادقًا معك في السراء والضراء، في المرض والصحة، سأحبك وأكرمك كل أيام حياتي.
نطق الأثنان يقف أمامهما القس، ترتدي العروس الفستان الأبيض وطرحة على رأسها وتحمل باقة ورد بيدها الأخرى والعريس تحاوط كتفاه بدلة رسمية بيضاء تزينها زهرة الجوري الحمراء كالدم في جيبه الأيسر.
-لقد أعلنت موافقتك أمام الكنيسة، ليقوّي الرب بصلاحه موافقتك ويملأ كلاكما بركاته، ما انضم إليه الله، يجب ألا يفرقه الرجال، آمين.
قال الكاهن بصوتٍ عالٍ
ردد الناس خلفه:
-آمين.بالنسبة للدين، بعد الزواج يكون الثنائي عبارة عن جسد واحد يحمل روحان ..
-يمكنك تقبيل عروسك.
صرح القس ليقترب انطونيو من اودري ويطبع قبلة على جبينها، صفق الجميع بحرارة لهم وهتف بعض الرجال.
وبالنسبة للطبيعة البشرية الأنانية ..لا تأمرها أي دين!
لاحقًا في أحد قاعات المدينة الواسعة، تجمع المدعويين في مكان واحد للأحتفال بزفاف انطونيو واودري، يمسك كأس نبيذه بأحكام ويرتشف منه القليل، نظراته عميقة محكمة على تلك الفتاة امامه التي توزع الضحكات لتطير في الهواء ..
ترتدي فستان أخضر اللون خليط بين اخضر الكمثرى ولون التمساح الفاتح، قماش ستان عند الصدر بلا أكمام تزينه لألئ ومجوهرات، ستان من الأسفل يعانقه قماش من الشيفون مخيط عليه بأهمال جذاب، شعرها الأسود مرفوع الى الأعلى دون أحكام، تتضارب خصيلات شعرها ببعضها .. فكيف لهذه الخصلات ان يطوقان قلبه كمشبك الشعر؟
أنت تقرأ
فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق
ChickLit-بَل جَاء لشِراء عروسًا! المُعتقد الراسِخ في العقول العَتيقة لتلك المَدينة بأن المَرأة تمثال مُتحرك مُهمتها تلبية طلبَات الرجل، خُلقت المَرأة مِن ضلع آدم لتَتبعه، بِهذه الطريقة تَرقد في الخَلف او الأسفَل دومًا ولا يُمكنها ان تَختار شريكًا وفقًا لأحا...