فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق

.6.

المهرجان الدولي في يومه الثاني.

تشعر وكأن طبلة أذنك ستفرقع كالألعاب النارية، من يعشق الهدوء ينبغي له البقاء بالمنزل، صوت أصحاب الأكشاك وهم يروجون لبضائعهم بصراخ عال، الأصوات الخارجة من الأفواه السائرة في السوق، أصوات المهرجان وافراد السيرك في الساحة، صوت الموسيقى الآخر، تمتزج جميع الأصوات مع بعضها لتصنع شبكة غير مفهومة صاخبة وتؤدي للصداع، لكن هؤلاء الناس متعتهم هنا لهذا ..هم هنا!

في بداية السوق تقترب حوافر حمار على الطريق يقوده رجل مسن على مقدمة عربة خشبية، تحمل العربة صناديق كثيرة ..قناني حليب طبقات البيض وأخرى مغلقة وشاب نائم على الرغم من ضوضاء هذه المدينة ..

شاب؟

نعم ..رجل عشريني مستلقي بجانب الصناديق على العربة يخفي نصف وجهه بقبعة قش، لا يخفى فمه ..شفتاه التي بدت كأنها قالب للقبل، يضع عود من القرفة في فمه كالسيجارة ويمضغها ببطء، ثياب رثة جسد متناسق ..

لم يكن من هذه المدينة بل بدا كمسافر لا يأبه بمكان حط الرحال.

...

"عزيزي ليون ..

والدك قد فقد الأمل منك على الأرجح، لا يرغب برؤية وجهك، في آخر مرة تحدثنا بشأنك قال ..

-هذا الفاسق الأرعن لا شيء يدل على أنه ولدي غير الدم واللقب!!

جرحه هذا لن يشفى الا بمجيئك واعتذارك، كم من السنوات ستهجرنا؟ الا تنوي الاستقرار معنا بعد؟ قلب والدتك عاطفي كما تعلم ولا يتحمل الفراق ..خاصة فراق أحد أولادها، اؤكد لك بأن الدوق يشعر بالغضب بالفعل!

عزيزي ليون ..لقد تحدثت مع ليدي بي وقالت ان البارونة ميرندا لا تمانع بخطب ابنة اخيها ساره لك على الأطلاق بل تتشرف بذلك، سألت معظم نساء المدينة ومدحوا بأخلاق ساره، فتاة جميلة هادئة وموهوبة ولا تملك رغبات سوى زوج قادر ..

أنا أخبرك فحسب فكر جيدًا ورد خبرًا لي بقرارك بعد اسبوعين، لا اطيق الانتظار لأسبوعين أخبرك بصراحة لكن عمتك ميشيل تقترح عدم الضغط عليك كي لا تهرب منا بالنهاية، صدقني لا بأس بالجلوس مع الفتاة والتحدث معها قليلًا، عرفت أنها تشابه طبعك ولسوف تحبها أن تعرفت عليها ..

تحياتي لك والدتك تشتاق اليك كذلك الدوق على الرغم من غضبه إعلم انه يحب ولده وينتظره بفارغ الصبر، ننتظرك في الديار يا ولدي ..

دمت سالمًا."

أغلق ليون الرسالة مع تنهيدة طويلة ثم رماها على المنضدة بلا مبالاة، كان يجلس على كرسي خشبي هزاز في أحد الغرف ..