فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق

.14.

كيف لنصف غير مكتمل أن يعيش دون نصفه الآخر؟

من خلق آدم يعرف بأن الأرض لتضيق عليه ان سار بها لوحده، لماذا لم نسأل يومًا عن السبب الذي خلقت لأجله حواء؟؟

لما لم نسأل؛ لماذا نحن جنسين لا واحد ولا ثلاث؟

لأننا أنصافًا حتى لو نكرنا، نصف لن يعيش دون نصفه الآخر، آدم خلق واحد ولقد خلقت منه حواء لأن الواحد لا يصمد في الكون بمفرده!

لقد خلق الرب حواء بجانب آدم لسبب ..

الم ندرك ذلك بعد؟ بدأ الخُلق بأثنان ..بدأ الخُلق بثنائي ..بدأ الخُلق من الحب ..

كل شيء عبارة عن اثنان.

بخار يتصاعد، غرفة مغلقة، مياه تتدفق، اجساد عارية وشعر مبلل، ردهة واسعة خاصة للأستحمام في قلعة فامفيرتو، الجدران عبارة عن سيراميك ذو لون مزرق، السقف عميق مدبب من الداخل والنوافذ صغيرة مظللة، داخل الردهة عبارة عن اكثر من مغتسل بجانب بعضها على الجدار وذات ابواب قصيرة، كل واحدة تملؤها فتاة ..

تظهر سيقانهن المبللة والمياة تنجرف من عليها اسفل الباب ..

انه وقت الأستحمام.

الصوت يصدر كصدى في الداخل ..

-ما الأمر مع فيونا؟ تواصل ازعاجنا ..

يتحدثن خلال الاستحمام ..

-وهل هناك امرًا يدفعها ..انها شبح تحوم حولنا فحسب.

قهقهت احداهن ..

-ام انها تغار لأننا على قيد الحياة؟؟

قالت الأخرى ليقعن البقية في حفرة الضحك.

-كلا كلا ..يقولون ان الشبح تبقى روحه معلقة في الأرض لأن هناك امرًا بقي خلفه لم ينتهي!

قاطعت اخرى حديثهن.

-ما الأمر الذي بقي خلف فيونا؟؟

تسائلن.

صوت قوي اثر رمي مارثا لحجر الجلوس على الأرض، صمت تام اصيب الداخل ..صوت خرير المياه وهي تجري فحسب.

-حتى الميت لم يسلم من لسانكن القذر!

قالت بأنزعاج.

وكأن ذلك كافٍ ليجعل الفتيات يشعرن بالأحراج، بالطبع لا ..

-ما شأنك؟