فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق

.29.

يمكن للمرء ان يدعي الخطأ وهو على علم بالحقيقة كما يمكن ان تكذبها عيناه ويأبى عقله البحث عن الحقيقة التي تكمن خلف مشهد ..ليس هو كما يبدو عليه ..

وربما المرء يبحث عن قصة تشغله ..

-لقد شاهدتهما بعيناي هاتان بمنظر مخل متعانقان!

ربما يسعى لتهويل القصة فبعض البهارات تضيف نكهة للطعام اي كان ..

-وقد تسائلنا دومًا عن الأصوات الصادرة من خلف فامفيرتو واذ بروبي المخادعة تمارس الحب مع عشيقها الكونت!

متعة الإشاعة ..

-ربما هذه ماهية الرجال لكن كيف لها ان تسلم جسدها!

انها لا تعرف الرحمة!

-اراها كشيء قذر يجب تنظيفه من فامفيرتو على الفور!

فتيات فامفيرتو يثرثرن فيما بينهن ..

-وهي التي تدعي البراءة.

الشائعات ..اخبار زائفة تتداول بين الجموع بسرعة فائقة وغالبًا ما تكون شيقة مثيرة للفضول وضحيتها انسان!

مشهد يتكرر ..

تغرس مسز آرسولا اناملها في شعر الضحية وتجرها خلفها كالبهيمة نحو مصيرها المعروف، ولأنها فقدت القوة على ساقيها التحمت مع الأرض حتى جرحت فليست بحديد كي تقوى بل هي لحم وعظم، فتيات فامفيرتو يملأن المكان يحدقن بذهول ويتهامسن فيما بينهن ..

-هذا مصير العاهرات.

-مدعية البراءة.

-ساقطة!

-تستحق الأعدام!

كأنها اجرمت وقتلت بشرًا ..فأضحى الحب جريمة عندهم.

تجري لوسي بأقصى سرعتها حد الطابق الثالث وهي تحمل ثوبها بعجل، اقتحمت الغرفة لتصرخ بيهن:
-عجلن فروبي قد تذبح كالخروف!

توسعت عيونهن ونهضن على الفور كل من مارثا آغنيس ماري جين وبيلا، ركضن حد الطابق الأول حيث تجمعن فتيات فامفيرتو وفي نهاية ذلك الممر شاهدن مسز آرسولا ترمي روبي الى داخل العزلة وتقفل عليها في الظلام، نظرات روبي الأخيرة المصدومة وعيناها المتلألأة ..كان آخر شيء يتم حفظه في الذاكرة ..

لم يلحقن ..

كما لو ان بيدهن مساعدة لها

عدلت مسز آرسولا هندامها وكأن شيء لم يحصل ثم صرخت بالفتيات:
-انصرفن على الفور!!