.7.

161 37 4
                                    

صوت أقدام صادرة عن قلب متحمس ..تجري في الممر حافية القدمين بزي غير مكتمل ..

-روبي!!

نادت امرأة متوسطة العمر بعد خروجها من الغرفة خلفها بلا فائدة، كان على روبي أن تجرب فستان قامت والدتها بشرائه من السوق، ها هي تترك كل شيء والمرأة التي كانت تحاول ضبط القياس عليها وهي تصرخ خلفها لسبب مجهول ..

ضحكة عريضة أرتسمت على وجهها البريء وبشعرها البني الفوضوي ولون مقلتيها العسلي، جمالها بسيط مستوحى من زهور اللافندر لكنها تتصرف وكأنها فتاة خارجة من قصة خيالية ما ..

قفزت من أعلى الدرج لتفزع من خلال هذه الحركة عمتها التي تحمل صينية الشاي للتقديم ودون أن تعتذر واصلت طريقها جاعلة المنزل يهتز لفرحها ..

-شقية غير مهذبة!

كانت عمتها تتذمر من خلفها على تصرفها غير المهذب بالمقابل وصلت روبي حد الباب لتفتحه بحماس طغى على أطرافها الأربع، قابلتها حين فتحه نسمات من هواء يناير الباردة أثلجت جسدها على عكس دفئ المنزل لكنها لم تهتم ونظرت الى وجه الساعي بفضول لتنطق:
-أنه هو اليس كذلك؟

تجمد ساعي البريد حيث هو بسبب المفاجئة، أخفض قبضته التي لا تزال متجمدة أمام الباب وبلع ريقه.

-لا أعرف ماذا تقصدين أيتها الآنسة.

ربما شكلها الفوضوي وثيابها الغير مكتملة جعلت الساعي يستغرب اذ لم ترتدي جميع الطبقات، الصدرية والتنورة المطرزة أضافة الى المشد الضيق المصنوع من الدانتيل، لم يكن من اللائق اطلاقا مقابلة الناس بهذا المنظر.

-لكن هناك طرد الى الآنسة روبي سبنسر بأسم أبولو جونز ..

وهو يتكلم أخرج شيء مستطيل الشكل مغلف من حقيبته وقبل أن يكمل أخذته منه بأستعجال.

-أجل أجل ،أين يجب أن أوقع؟

أشار الى المكان في الورقة لتأخذ القلم من يده الأخرى وتوقع ثم شكرته وأغلقت الباب على الفور في وجهه، ذلك جعل ساعي البريد الشاب يتسائل أن كانت فتاة في كامل أتزانها العقلي.

بعد أن أغلقت الباب توقفت خلفه وهي تحدق بالطرد المغلف وتتلمسه لثواني بأعجاب قبل أن تمزقه ويظهر ما تحته كتاب خط عليه عنوان بيتر بان.

-وأخيرًا!

ضمت الكتاب الى صدرها وأخذت ترقص وتدور أمام الباب الى أن أخذتها أقدامها الراقصة الى الردهة لتتوقف قبل المدخل بعد سماع تلك الكلمات ..

فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن