II

128 32 3
                                    


-مَاذَا حَققَت فِي حَياتِك كيْ اِهْتمَّ بِأمْرك؟؟

حَوْل أنْظاره لِلْأمَام ..

- هل وُلدَت لِأحقِّق شَيْء؟

عاد وَنظَر إِليْهَا ثُمَّ قال بِجدِّيَّة:
-هل خلقنَا لِنُغنى كي يَختَفِي كُلُّ مَا جَنَيناه بِسهولة عِنْدمَا نَدفِن، مَا فَائِدة اَلْمال إِذَا؟

لَم تَجُبه، طالعَته بِصَمت تامٍّ.

-اسمحيلي أن أَثبَت لَك ..

ثُمَّ تَقدُّم وأخْذ يَدهَا بِيَده أَمَام أنْظارهَا الهادئة لِيسْحبهَا سريعًا خَلفَه

اِسْتغْربتْ نَفسُها أَنهَا لَم تُمَانِع يده الملوَّثة مِن لَمْس يَدهَا ولم تُمَانِع مِن الذَّهَاب معه بل لَم تَشعُر بِكلِّ شَيْء حَتَّى بِالْوَقْتِ وَهِي بِرفْقَته كأنَّهَا بَدأَت تُصدِّق لِدرجة اَلفُضول بِرؤْية إِثْباته!

عَبرُا الاثْنان بَوَّابة الكنيسة العمْلاقة وَهُو لََا يَزَال مُمْسِك بِيدهَا، ترْبطهمَا عُقدَة يَدَان مِن اَلممْكِن أن تَنفَك فِي أيِّ لَحظَة

كَانَت الكنيسة فَارِغة تمامًا، مَرَّت خُطواتهمَا مِن بَيْن المقاعد حَتَّى توقُّفًا أَمَام تِمثال اَلصلِيب العمْلاق اَلذِي عُلَّق عليْه اَلمسِيح ..

-ذهب صَموئِيل إِلى بَيْت يَسِى فِي بَيْت لَحْم لِيمْسح مَلِك إِسْرائيل القادم حِينهَا رأى إِليَاب أَكبَر أَبنَاء يَسِى فَأعجِب بِمَا رآه فَقَال اَلرَّب لِصموئيل ..لََا تَنظُر إِلى مَظهَرِه وَطُول قَامَتِه لِأَني قد رفضتْه، لِأَنه لَيْس كمَا يَنظُر الإنْسان لِأنَّ الإنْسان يَنظُر إِلى العيْنيْنِ، وَأمَّا اَلرَّب فَإنَّه يَنظُر إِلى القلْب، أَرَاد اَلرَّب رَجُلا بِحَسب قَلبِه، اَلرَّب بعظامته يَنظُر إِلى اَلقُلوب فمن أنتِ لِكيْ تَقْل مِن شَأْن الإنْسان بِسَبب مَظهَرِه؟

هذَا مَا ذكر فِي الكتَاب اَلمُقدس اَلذِي تَوسَّط المنْضدة الواقعة أَمَام التِّمْثال.

حَدقَت بِه بِوَجه خَالِي مِن التَّعابير بِجَهل كلماته القادمة، فَقدَت النُّطْق بِأعْجوبة ولم تَجِد بِجعْبتهَا كَلَام تَضرِبه بِه فُتْصمْتَه وتكوُّن هِي على حقٍّ ..

نِتْر يَدهَا مِن يَدِه ..

-اُنْظُري لِلْأجْساد كمَا تَشائِين والْحيْرة سِتمْلِؤْك، لََا يَعرِف فَسَاد البيْضة مِن قِشْرهَا.

هل جاء بِهَا إِلى هُنَا لِيوقعهَا فِي الحيْرة؟

مَا بال الإنْسان يُصِر على مَبادِئه وعنْدَمَا يَكشِف لَه اَلمنْطِق يَصمُت؟؟

...

تشويق

قصة حب ثانية

فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن