.9.

158 35 7
                                    

اخاف من القدر ان يرمش فيوقع مني كل شيء كتمته ..

اخاف من ان يخطف خطواتي المُرة، يفضح اخطائي او ان يعيد لي الضربة التي لا اذكرها ..

اخاف ان يتعرج طريقي، اخاف ان اخفق في ما احب، اخاف جدا من ان اتبع مسار اختاروه هم ولا يعجبني، اخاف من السير خلف القطيع وتجاهل ذلك النور الذي يبهرني ..

اخاف ان لا اشبهني!

يبصق علي بكلامي الذي حبسته في صدري ويكتب حكايتي بقلم مخمور ..يا ترى ماذا يكتب؟

ماذا يكتب ..

اسأل بأستمرار ..

ماذا يكتب ..

ماذا تكتب ايها القدر؟ اجبني ..

ماذا تكتب؟؟

فتاة الأرض السحرية!

كانت ترمز القبعة في ذلك العصر للفتاة العاملة  "فتاة الأرض"

الفتاة ذات الجمال البسيط امتلكت قبعة كهذه وكانت تعمل في أحد المصانع، تخرج كل يوم من المصنع بثياب رثة متسخة وجسد متعب، في أحد الأيام الممطرة صادفت في طريقها قبعة مرمية على الأرض، نظرت حولها لتبحث عن مالكها لكنها لم تجد احد ..

مدت يدها لتلتقط القبعة من الأرض، اعجبتها ..تجرأت وقررت الأحتفاظ بها ثم اخذتها معها الى كوخها الصغير حيث تعيش بمفردها بلا عائلة ..

في اليوم التالي عزمت على ارتداء القبعة عند ذهابها الى العمل وكانت متحمسة لذلك لكن عندما فعلت حصل شيء عجيب لم تدركه، هذه الفتاة ذات الجمال البسيط والثياب الرثة تحولت لأمرأة مشعة كالألماس ..ليس بالمعنى الحرفي لكن مميزة تضيء بين آلاف الناس وهذا ما جعل ذلك الرجل النبيل يقترب منها في الطريق ويسألها عن اسمها ..

قال لها عجبًا لم ارى امرأة فريدة من نوعها مثلك قط!

اندهشت الفتاة وحينها ادركت سحر هذه القبعة الذي احتارت ماذا تسميه، تقابلا اكثر من مرة، كان الرجل النبيل ينتظرها في طريقها الى المصنع كل يوم ويتبادل اطراف الحديث معها وبعد مدة قال ..

عجبًا لم ارى بمثل قلبك يومًا قط!

ومرت الأيام وقتلت عقارب الساعة الوقت لتفزع الفتاة ذات يوم بأختفاء قبعتها، بحثت عنها في كل مكان ولم تجدها، نادتها ..

اين انتِ يا فتاة الأرض اجيبيني!

لماذا ظهرت ولماذا اختفت؟

فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن