.32.

100 23 1
                                    


فتحت بوابة الكنيسة العملاقة ودعت من يرغب للحرية لكن لم يرغب بها احدًا سواهن ..

ندف الثلج تتساقط في يوم كهذا ..

التساقط الأول ..

ركضت العروس حد الساحة الى ان تعبت وتبعنها الفتيات الستة دون ملل، ضحكت وقفزت ولفت الأرض البيضاء بفستانها واخذ السبعة يلعبون بالثلج ببهجة عارمة كما لو انه اليوم الأخير ..كما لو انها نهاية القصة ..سعيدة كما يجب ان تكون ..

ماذا لو كانت نهاية القصة؟

ضحكاتهن تصدح في الأرجاء، الجميع تعساء عداهن، يرمين بالثلج بعضهن البعض ولا يتلافن واحدة بل يتلقن كل كرة برحابة صدر .. كما لو ان صدورهن تعج بصرخة:
اضربي ايتها الحياة كما تشائي ولا اي ضربة يمكنها تهشيم ضحكاتنا ..

-الحرية!!

ضحكات ..وضحكات ..والعروس تدور في الوسط ..

ورأسها يدور ويدور.

-بيلا!

انتفض جسدها بهلع، صدرها يعلو ويهبط بشكل فضيع، ذعرت عندما وجدت نفسها في مكان آخر، تعتلي سرير في طبابة المدينة ..لوهلة هدأ تنفسها آملة ان يكون كابوس لا أكثر لكن لسعة الجرح الذي شق جبينها ايقظتها من أمل زائف كانت لترضى بتصديقه ..

عادت الى وضعها السابق بل واكثر! وجدته يجلس جانبها يحاول تهدأتها ..

-في حين انها بأمس الحاجة الي! كيف ابعدتني عنها!!

صرخت به ونهضت من سريرها لتفقد توازنها نظرًا لوقوفها المفاجئ، سارع ليون بأسنادها لكنها نترت يده و وقفت مجددًا كما لو انها لا تحتاج اليه ..

-لن تذهبي!

قالها بجدية معترضًا طريقها ..

-انها تحتاجني!!

-لقد رحلت!!

تصنمت اثر كلمة، هل يمكن لكلمة ان تصلب اطرافنا وتثلج قلوبنا؟

-انت تكذب اليس كذلك؟

اختفى صوتها ..حدثته بدون انفاسها ليجيبها بصمته ..يال بروده ..

وضعت يدها على فمها وانهارت على الأرض بلا صوت، عيناها متوسعتان بدهشة من هول هذه الكارثة ..

-تكذب!

لا ..لن تصدقه، نهضت رغم ضيق انفاسها واجتازته وهرولت حد المنصة ..وكيف يمكن لمكان فارغ ان يصرخ؟

فامفيرتو: لؤلؤة على الطريق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن