#108🦋

5.6K 191 4
                                    

أقولك أنا أنت بتتصرف كده ليه؟ علشان ضامن وجودي، علشان عارف إنك مهما بعدت هترجع تلاقيني في نفس المكان ده خايفة أتحرك ومستنياك.
أنا مش بس واقفة مستنية الحياة تحن عليا وتفكرك بيا وتجيبك لإيدي تاني، أنا خايفة التفت بس فاكتشف إن في مكان تاني أفضل ليا فامشي، خايفة أقف تايهة بين إني أكون في مكان حباه ولا مكان مناسب ليا، فبغمض عيني يا أحمد، علشان تفضل المكان الأفضل والأجمل.

- موجودة؟
رديت بلهفة - موجودة.

أنا دايمًا موجودة وإنت مش فاهم إن دي مشكلة كبيرة أوي ليا، إني موجودة ليك، علشان وقت ما الدنيا تلف حبل على رقبتك تلاقي حنان بتفكه وبتمسح بإيدها المكان اللي واجعك وبتنفخ فيه من قلبها علشان وجعه يخف.
أنا تايهة وواقفة مكاني وتخيل إن كل أملي في الدنيا دي تمد إيدك ليا وتقولي إنتِ تعبتِ من وقفتك دي تعالي بقى ارتاحي.  

- تعبان أوي يا حنان.
وحنان حرفيًا بتتمنى تاخدك جواها كل ما بتقول الكلمة دي، تبعدك عن أي حاجة ممكن تتعبك أو تضايقك، برد بهدوء - مالك؟

خانقاني أوي فكرة إني مش قادرة أقولك إيه تاعبك يا حبيبي؟ ألف شعور بيتخلق جوايا، إحساس أم ابنها تعب، وإحساس بنت حبيبها في شيء واجعه، كل ده بيقف جوايا تاعبني أنا، علشان يطلع في كلمة صغيرة باردة مافيهاش مشاعر، وأقولك .. مالك؟ 

- يا بنتي بقى اخلصي، بقالك ساعة.
- ‏بقول لماما يا أحمد إني نازلة أهوه!
- ‏أنا قولتلها والله، اخلصي بقى الشمس سيحتني.
- ‏اخص عليها الشمس.
- ‏يا ولي الصابرين!
- ‏نازلة نازلة.

دوامة، شبه الدوامة والله، حلو من بعيد زيها، ومع أول خطوة فيك الإنسان بيلف ومش بيعرف يوقف اللعبة السخيفة دي، اللعبة الجميلة دي.
شايف الطريق بيبقى حلو إزاي وإنت بتقسمه معايا؟ تعرف إن الشجرة دي امبارح وأنا معدية عليها لوحدي كانت مجرد شجرة، شيفاها دلوقت لون جميل، شيء بيتنفس وبيحب وبيمنح حياة، مش أنا بس اللي محتاجاك والله، الطريق نفسه عاوزك.

شاورت على مستشفى عدينا من قدامها وأنت بتبتسم - فاكرة؟

فاكرة؟ دي أول خطوة لطريق جميل أتنفس فيه يا حبيبي، أول إحساس جميل يخبط على قلبي، أول ابتسامة ظهرت على شفايفي علشان افتكرت كلمة بسيطة كل اللي بيميزها إنها من صوتك.
فات سنة كاملة يا أحمد على أول مرة شوفتك فيها، بنت ووالدتها مافيش لهم حد، قابلتهم بالصدفة واتبرعت لوالدها بالدم، لكن قدر الله سابق وأخد أمانته، بقيت فرد تالت في عيلة من فردين، ماما حبتك، وبنتها كمان والله، بقيت تيجي كل أسبوع تزورنا وتسأل لو محتاجين حاجة، هي شيفاك زي ابنها وأنا كمان كنت شيفاك زي أخويا، بس يعني ما أعرفش المركب إزاي وصلتني لهنا.

قعدنا في مكان هادي، بصيت ليا وأنت بتبتسم - ها بقى يا ستي، إيه مزعلك؟
شاورت على نفسي وكأني بنفي تهمة - أنا زعلانة؟ أنا!
- أيوة زعلانة وبتعامليني وحش.
ضحكت وكانت الضحكة طالعة من قلبي فعلًا - دي بقى بالذات كذب.
- يعني إيه؟
- ‏يعني أنا ماعرفش أعاملك وحش يا أحمد، حتى لو حبيت أعمل ده مش هعرف.

أسميته أحمد 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن