#61🦋

9.1K 274 8
                                    

" بس أنا عمري ما هسيبك متخافيش، حنان أنا بحبك "

- ولا ولا ولا بتعمل ايه ؟
الموبايل وقع من ايدي من الخضة - ايه يا أسماء.
- ايه انتي ! بتسمعي ايه ؟
- م .. مش بسمع.

ليه الناس بتوعد طالما مش هتوفي ؟ احنا بنجبركم توعدونا بحاجة ؟ يعني بنغصبكم تقولوا انكم بتحبونا وان مستحيل تسيبوا إيدنا ؟ عارفين المشكلة فين ؟ انكم بتمشوا واحنا بنقف مادين إيدنا لحد ما ترجعوا، علشان لا عقل ولا قلب بيستوعب ان ممكن بشر يكذب وهو مش مُجبر.

- ذاكرتي ؟
- هبدأ دلوقت.
- حنان علشان خاطري ذاكري ومتناميش زي كل مرة.

مش باقي غير صوته في ريكورد كل ما باجي أقسى بسمعه فبرجع لنقطة الصفر تاني، مسحت كل الرسايل بيني وبينه علشان أثبت لنفسي أني قوية، بس سيبت الريكورد علشان عارفة أني جبانة وضعيفة، علشان كان في لحظة الحاجة الوحيدة اللي بطمني، علشان لما سمعته أول مرة كنت حاسة إحساس مش عاوزة أفقده، علشان للأسف واقفة مكاني ومش عارفة اتحرك، أو مش قادرة أصدق ان الحاجة الوحيدة الحلوة اللي حصلتلي في حياتي كانت كذب.

- أنا رايحة مع بابا اسكندرية بكرة واحتمال أقعد شهر هناك.
- انتي كمان هتسيبيني يا أسماء !

بقيت كائن جبان وهش، أبسط حاجة ممكن تكسرني، بقى عندي فوبيا من الناس ومن العلاقات، بقيت أخاف أقرب من حد ياخد مني كفايته ويمشى، أنا عارفة اني مش مثالية، وإن صعب حد يستحملني بمزاجيتي وغبائي، وإني ببقى مُخيفة أوي لما بزعل، بس أنا انسان ومن حقي ألاقي حد معايا، من حقي اتحب بطريقة تطمني، من حقي مخافش من أني أقع علشان عارفة أن في ضهر ورايا، تمام أنا وحشة، بس دا سبب يخليني متحبش ! ما انتوا كمان وحشين وبنحبكم، مش بنشوف الوحش اللي فيكم حتى، وبنصدق كذبكم، حتى لما قولت " بس أنا عمري ما هسيبك متخافيش، حنان أنا بحبك " مفكرتش لحظة في احتمالية كذبك، مفكرتش علشان اطمنت، وكان لازم يجي قلم يفوقني علشان اتعلم مسيبش قلبي لطريق وجع تاني.

- عارف يا أحمد ؟ أوقات بتمنى أغني، يعني كان نفسي أوي يكون صوتي حلو علشان أغني، تعرف لو كان صوتي حلو، كنت هقف في الشارع أغني للناس الصبح علشان يروحوا كليتهم وشغلهم فرحانين.
- كنتي هتغني إيه ؟
- كنت هغنيلهم، كان يوم حبك أجمل صدفة.
- كان أجمل صدفة ؟
- أو أغنيلهم، على قد الشوق اللي في عيوني يا جميل سلّم.
مد إيده - سلمي.
- دمك تقيل.
- مش بهزر، سلمي.
اتخضيت - مش بتهزر إزاي !
- مش عاوزاني أسلم، بقولك سلمي أهوه.
وقفت علشان أمشى - هزارك رخم على فكرة، مش هقعد معاك تاني.
ضحك ومهما كان غلطه لما كان بيضحك كنت بنسى، الطبيعي يكون لينا نقطة ضعف واحدة، بس أنا كان عندي ضحكته، ورفعة حاجبه، وسكوته، وصوته، وحركة إيده وعروقها، وإبتسامته اللي بتاخد حيز صغير في وشه وبتاخد قلبي كله معاها، صوته وهو عنده برد أو لسه صاحي من النوم، وعصبيته اللي بتظهر لكل حاجة، يمكن كنت بعصبه قصد علشان أشوفها بس، حفظته بطريقة خلتني أنسى نفسي.
- خلاص مش هسلم، بس لما نكتب الكتاب هكسرها في إيدي.
- وأهون عليك تكسر إيدي ؟
- بصراحة ؟ لأ متهونيش.

أسميته أحمد 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن