"أتوارى منك بين الألف والياء، ولا يُقلقني سوى حروفٍ أربع
ماضير لسانك لو نطقها !"
- أعتقد إن السبب الأكبر لإنتهاء العلاقات هو الإهمال، إن الشخص يكون عامل هدف معين يوصله ولما بيوصله بيقف.
- مش فاهم.
- يعني مثلًا، ولد حب بنت، بيكون هدفه إنه يكلمها، يوصلها، تحبه، يتخطبوا مثلًا، بعد ما بيتخطبوا بيكون هدفه يتجوزوا، بعد الجواز للأسف أهدافه بتكون حاجة تانية غير علاقتهم، يعني أهدافه بتتحول لإنه ازاي يقدر يصرف على البيت، إزاي يخلص قسط كذا، .. ، أما لو الهدف فضل إسعاد الشخص التاني، عمره ما في اهمال هيحصل.
- أيوة بس مشاكل الحياة بتجبرنا ان يكون لينا اهتمامات تانية.
- الشخص اللي بيتعب في الثانوية علشان بس يدخل كلية تربية مثلًا، لما يدخل الكلية صدقني مش هيذاكر فيها ولا هيكون حابب يكمل، عارف ليه ؟
- ليه ؟
- علشان مكنش هدفه من الأول يكون مدرس شاطر، كان هدفه يدخل كلية تربية، ولما دخلها حلمه اتحقق، فوقف.
- ليه باصة للحياة بفلسفة غريبة كده ؟
- بحب أفسر كل حاجة، بتعب لما بتحط في موقف ومبعرفش أسبابه.
- بس في حاجات بتكون حلوة جدًا لما مبتتفسرش، لما مبنفهمهاش.
- زي ايه !
- الحب مثلًا.
حاولت أداري ارتباكي - حتى ده لازم يكونله أسباب.
- يعني أحب شخص لسبب !
- طبعًا
- مكنش ده كلامك آخر مرة، قولتي إن الحب اللي بيكون بسبب بيزول بزوال السبب.
- طب خلينا واقعيين، ايه ممكن يحببك في شخص ؟
- يكون متفهم، ذكي، دمه خفيف، يسندني، يهتم بيا.
- تمام، ممكن تلاقي الصفات دي في مليون شخص، فليه شخص واحد من مليون قلبك بيدقله ؟
- مش عارف.
- مفيش سبب.
بص ليا بحيرة، فكملت - يعني اللي قولته فوق دي أسباب تخليك تحب شخص لو الأسباب زالت احتمال الحب يزول، أما ان قلبك يدق لشخص معين من بين ملايين فيهم نفس الأسباب فدي الحاجة الوحيدة اللي ملهاش سبب.
بحب حواراتي معاه، بحب كلامه، وبحب أكلمه، بحب لما يقصد يفتح موضوع يستفزني برأيه علشان أتعصب، قالي مرة إنه بيحبني وأنا متعصبة، لأ قالي حلوة وأنا متعصبة، لأ قال عصبيتي حلوة.
- عنده حق، بتبقي حلوة فعلًا وإنتِ متعصبة.
- حلوة إزاي!
- بتعملي بحواجبك حركة حلوة كده، وعيونك بتلمع من الغضب اللي فيها، عارفة بقى أنا بحبك لما باجي أصالحك صوتك بيبقى حلو.
- بجد يا أسماء؟
- آه والله، بتحاولي تداري ضحكتك كده وبتبقي قمر.
- يا تي يا تي.
- ما علينا، هيتقدملك امتى؟
- مين ده؟
- أحمد.
ضحكت - أحمد ده دماغ، حياته أهم شيء عنده، طموحه ونجاحه، هو نفسه يسافر علشان كده مش هيرتبط غير لما يسافر ويجي، باصص لحياته أوي.
- يا سلام! ومين قالك إنك هتفضلي من غير جواز لحد ما يجي.
- مين قالك إنتِ إننا هنتجوز!
- يعني ايه!
- يعني هو مش بيحبني ولا حاجة، ولا أنا كمان بحبه على فكرة، معجبة بدماغه بس، مبهورة إن في شخصية زيه، لكن حب حقيقي مش فاضية.
بنتقابل كل خميس في مكتبة الجامعة، باقيله سنة بالظبط ويسافر بره، في الأول كنت مجرد طالبة عنده آرائها مختلفة عنه، حاليًا بقينا صحاب.
