#2🦋

21.4K 509 15
                                    

" قوينى بيك ، قوى قلبى عشان يعيش "
هو قصادى دلوقت ، ف نفس الوقت اللى سميرة سعيد بتناديه ليا ، ومهتمش او مفهمش ، او زى كل مرة مشافنيش
حط القهوة من ايده وسرح كعادته تجاة البحر ، اربع دقايق بالظبط وهيمسك قهوته تانى ، هتخلص ويستنى عشر دقايق ويطلب الحساب
ساعة وربع يومياً بيقضيهم هنا ، وطبعا أنا بضطر آجى قبله بنص ساعة
أوقات بتمنى أنه يكون صايع وبتاع بنات علشان يبدأ كلام معايا ، زى مثلا يقولى الساعة كام والساعة ف ايده ، أو بدون مقدمات يقولى أنه محتاج يشاركنى قهوة مبحبهاش ومش هقوله وقتها إنى بشاركه فيها من سنة ونص بس هو اللى أهبل
- حاجة تانية مع العصير ياافندم ؟
- أيوة ، هو
- إيه ؟
- أبدا ، كفاية العصير
أعرف عنه كتير ، زى أنه بيجى المكان ده من سنتين ، وأنه بيحب القهوة اكتر من اى حاجة ، كان كلية تجارة زيى ومعرفش مش صايع ليه ، معايا الأكونت بتاعه كمان ، يعنى بعرف إمتى بيكون زعلان وإمتى بيكون فرحان ، أول مرة شوفته فيها كان هنا بيشرب قهوة تركى ، وسرحان ع طول
كل الكتب اللى بيتكلم عنها بقرأها ، البرفيوم اللى بيستخدمه اشتريته وحتى نوع الساعات اللى بيلبسها معايا منها
- وإفرضى بعد كل ده محسش بيكى ؟
- أنا مستنياه فلازم يجى
- ولو مجاش
- هروح اجيبه انا
سرحت لما أم كلثوم قالت
" وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتى ، معرفش ازاى حبيتك ، معرفش ازاى يااحياتى "
مش كل الأسئلة ليها إجابات ، ف أسئلة اتخلقت علشان نفرح واحنا بنفكر فيها ، علشان نتجنب الإجابة فمنضيعش جمالها
- حبتيه ؟
- بحبه
بخرج من الشغل كل يوم بدرى علشان الحق ميعادى معاه ، أيوة انا بروح اقابله حتى لو هو ميعرفش ده
الساعة كانت اتنين وربع وهو بيوصل اتنين ونص بالظبط ، فجريت ف الشارع زى المجنونة ، الناس اللى بتتعلق بمواعيد وأشياء وأشخاص هيفهموا الحالة اللى كنت فيها علشان اتأخرت ربع ساعة عن ميعادى
لما وصلت الكافية الساعة كانت اتنين ونص ، من السرعة بتاعتى خبطت فى شخص كان داخل معايا ، الكتب اللى ف ايدى وشنطتى والموبايل اللى كنت ماسكاه علشان اشوف الساعة وقعوا ع الأرض ، وقلبى كمان وقع لما رفعت عينى ولقيته هو
- أنا آسف والله ، مأخدتش بالى
ونزل ع الأرض ياخد حاجتى وانا واقفة مكانى مش قادرة أنطق ، المكان اللى بقعد فيه قصاده مش بيوصلى صوته لما بيتكلم مع الوايتر أو حتى ف التليفون
- أحيه على صوتك
رفع راسه - قولتى حاجة ؟
كنت لسه هوطى أرفع الشنطة فوقفنى بإيده - متوطيش
ومحترم كمان ؟ لأ انا كده هقع فيك اكتر ولو مبقتش ليا هروح فيك ف داهية
مد ليا الكتب والتليفون - آسف مرة تانية
وقفت متنحة ، باصة لعينه ومش بتحرك ، بيقولوا إن العيون أكتر حاجة بتجذب فى وش الإنسان ، وعنيه كانت حلوة لدرجة خلتنى أصدق إنى عمرى ماشوفت رجالة قبله
- إنت كام راجل ؟
- نعم ؟
- شكرا ، أقصد انك جبت الكتب ، يعنى انا وقعتهم علشان ، هو انا قصدى اقولك شكرا
إبتسم وهز راسه ليا ومشى ، إبتسملى ومشيت وراه زى عروسة بخيوط ، قعد مكانه وقعدت مكانى ، مقدرتش ابص ناحيته اليوم ده خالص لإنه كان باصص ناحيتى
الموبايل رن وكانت صاحبتى أسماء
- كلمنى ، لا انا خبطت فيه فهو كلمنى
- ها وايه اللى حصل ؟
- وبعدين مشى
- وسيبتيه يمشى ؟
- هو كويس انه مشى ، والله لو كان وقف دقيقة كمان لكنت قولتله بحبك
كانت هتقول حاجة فقاطعتها بسرعة - باصصلى دلوقت ياأسماء ، أقوم اكلمه ؟ اشكره تانى وكده
- انا بقول تقومى تتقدميله كشكر يعنى
- مش وقت رخامتك
لما لقيته بيتحرك قفلت ف وشها بسرعة ، الساعة كانت تلاتة ونص لسه ، يعنى المفروض فاضل ربع ساعة ع انه يمشى ، التليفون وقع من ايدى على الترابيزة لما قرب ناحيتى ، قعد من غير مايستأذن وطبعا انا فرحانة علشان طلع صايع
- مش بتشربى قهوة ليه ؟
- وعرفت منين انى مش بشربها ؟
- عمرى ماشوفتك بتطلبيها
- وهو انت بتشوفنى ؟
اتريق ع كلامى - آه ماانا بشوف
- أحيه وبتهزر كمان ؟
- بتحبى تشربى ايه طيب ؟
طبعا كنت هقوله مبحبش حاجة غيرك والله ، بس حسيت اسماء واقفة قدامى مسكانى من شعرى زى كل مرة وبتقولى - ماانا معرفتش اربى
فليڤل الدبش ارتفع عندى وقولتله - بتسأل ليه ؟
- مقصدش ، بس بقالى فترة طويلة عاوز اقولك لو هينفع تشاركينى قهوة ، بس عرفت انك مش بتحبيها فمش عارف ابدأ كلام معاكى ازاى
- وهو انت فاكر انى هوافق اشرب معاك قهوة ؟
- مش هتوافقى ؟
- هوافق طبعا
عاوزة اقول انى بقيت مدمنة قهوة ، لا حاسة ليها بطعم ولا لون والله ، بس بشرب ف اليوم خمس مرات غصب ومرة معاه بحس للقهوة طعم مختلف
- كنتى كلية ايه ؟
- تجارة زيك
- وعرفتى منين انى تجارة ؟
- بتوقع ياأخى
ضحك جامد وانا توهت ف ضحكته ، بيغمض عيونه وهو بيضحك ، وبتظهر غمازة صغننه ع خد واحد ، بقالنا كذا شهر بنتقابل هنا ، مرة بنقعد ع الترابيزة بتاعته ومرة ع الترابيزة بتاعتى ، بحس لما بيتكلم انى اعرفه من زمان ، رغم انى فاكرة اول يوم شوفته فيه
- علشان بتحبيه حاسة بكده
- ماانا بحبه من زمان ليه حسيت كده دلوقت ؟
- عندك تأخر مشاعر
- هو انا باخد رأيك علشان تفضلى تتريقى عليا ؟
مسكت شعرى - مش علشان الواد بقى يكلمك وبتقعدوا مع بعض ، تنسى انى صاحبتك الكبيرة
- يعنى ايه صاحبتك الكبيرة ؟ وبعدين هو مش واد ، اسمه احمد فتقوليله ياأبيه أحمد
- مش عاوزة DVD بالمرة ؟
ضحكت وحضنتها ، الدنيا مش طيبة زى مابنرسم ف كراسة الرسم ، مش عبارة عن سما وشمس بتضحك ، بس أوقات بتحن وتدينا صاحب يزيح شوك الطريق من قدامنا ، يمسك ايدنا وقت مانقع ، يسندنا
- بتحبى أسماء للدرجة دى ؟
ابتسمتله - ونفسى اعرفكم على بعض
قال بفرح - انتى حكتيلها عنى ؟
كذبت - لا بس هحكيلها
- هتقوليلها ايه ؟
- هقولها بقى عندى صديق قهوة
مسك القهوة ف ايده وهو بيضحك ، من نصايح أسماء ليا انى ادخل ف حياته قبل ماادخله حياتى ، يعنى اسيبه يتكلم علشان اعرف عنه واقلل كلام انا ، بس علشان انا عقلى مش بيشتغل وانا معاه اصلا مش ببطل كلام ، انا جوايا ليه كلام لو فضلت طول عمرى احكيه مش هيخلص فمش بقدر اسكت
انا عارفة انه شايفنى مجرد صاحبة ، بحس كده من كلامه ، بنت جدعة زى مابيقول ، الأول كنت بفرح دلوقت الإحساس دا بيوجعنى
اتصل بيا وانا ف الشغل وطلب يشوفنى بس ف مكان غير اللى بنقعد فيه ، سيبت الشغل وطبعا هيتخصملى من المرتب بس مهتمتش يعنى
ف التاكسى اشتغلت نفس الأغنية " وقابلتك إنت لقيتك بتغير كل حياتى ، معرفش ازاى حبيتك ، معرفش ازاى يااحياتى "
للنهاردة مش عارفة حبى ليه هيكسرنى ف الآخر ولا لأ بس بقى واجعنى ، بحس بنغزة كل مابفكر فيه ، ليه هو ؟ ليه جمعتنا مواقف اصلا ؟ كنت مكتفية وانا براقبه من بعيد
وصلت للمكان اللى وصفه ، كان يشبه لمرتفع كده اول مرة اشوفه
قعدت جمبه ، مسألتش عن اخباره حتى - جبتنى هنا ليه ؟
- محدش بيجى هنا ، مشوفتش حد هنا ف اى مرة جيت فيها
- بس ده عالى جدا وانا بخاف من الاماكن العالية دى
- عارف ، باجى هنا لما بفكر انتحر
قلبى وقع - تنتحر ؟
ضحك - متخافيش ، مش هعملها وانتى معايا
- معنى كده انك ممكن تعملها وانا مش معاك ؟
- حنان ، شوفى الجمال اللى حواليكى واسكتى
بصيت حواليا فعلا وسكت ، انا مقولتش ليه انى بحب اسمى منه ، انى مش بحب اسمى غير لما بينادينى بيه
- عرفت منين انى بخاف من الاماكن العالية ؟
- انا عارف كل حاجة
حسيت بخوف - كل حاجة ؟ كل حاجة ؟
- كل حاجة يااهبلة
- زى ايه ؟
- زى انك هبلة
الحقيقة انا مش هبلة ومستحيل كنت اوضح حبى ليه ، لا وضحت غيرة او حتى قلق وخوف ، بس مش عارفة ليه خوفت لما قال انه عارف كل حاجة
- ف حد جاه معاك هنا قبل كده ؟
- انا بس اللى أسأل
- وتسأل ليه وانت عارف كل حاجة ؟
- ايوة اعرف كل حاجة ، زى انك اول مرة متخافيش من الاماكن العالية
بحبه ، بحبه لما بيتكلم ولما بيوصف حاجة فبيرفع حواجبه بطريقة غريبة كده ، بحبه ف الوقت اللى مش بحبه فيه
- وانك عاوزة تطيرى دلوقت
- وايه كمان ؟
- وانى لو مسكت ايدك دلوقت ورميت نفسى ، هترمى نفسك معايا
جسمى كله ارتعش فوقفت بسرعة - انا اتأخرت ولازم امشى
- وانك مبتحبيش غيرى

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن