#12🦋

12.4K 336 4
                                    

"٢٠١٨/١/١٥"
" صباح أو مساء الخير ، ع حسب ماعيونك هتشوف كلامى ، أكيد وقتها هكون لامسة إيدك وبوصفلك إحساسى دلوقت وانا بكتبلك ، دى الرسالة ال ٥٠٣ ، المفروض انا فرقت قلبى بين الحروف هنا ، المفروض تعرف حنان أكتر ماهى تعرف نفسها ،
أنا مترددة وبخاف وضعيفة وعندى فوبيا من الناس ، عندى فوبيا من القرب والعلاقات بس بحبك
عارفة إنى هلاقى فيك البيت الدافى اللى بدور عليه ، علشان كده مهما إتأخرت أنا هستنى ، كذا بنت قالتلى إنى أشبه لدعاء بطلة رواية غزل البنات ، لما قرأتها حسيت بخوف من وجه الشبه أو حسيت بخوف إنى أضيع عمرى زيها ، أنا بحبك وهستناك " 
- يلا هتتأخرى
- حاضر يااماما
حطيت الجواب ف صندوق رسايلى ، أقصد صندوق رسايله ، هو ممكن يحس بإيه لو شاف كل الرسايل دى
قلبى بيتقبض من مجرد التفكير انه مش بيكتبلى رسايل من دلوقت ، لو جه وفعلا مش كاتبلى ، مش هتديله صندوق الرسايل بتاعى كعقاب ، بس مش عارفة ساعتها هكون بعاقب مين
- لازم تتأخرى كده كل يوم ؟
- المواصلات ياأسماء
- وطبعا مش هتدخلينا المدرج قدامهم كده واحنا متأخرين
- حبيبى اللى فاهمنى
- اومال جيتى ليه ؟
- انتى متعصبة كده ليه ؟ هو احنا بنركز ف محاضرات أصلا ؟
- انا متعصبة ليه صح ، قومى نفطر يااشيخة
" حكيتلك عن أسماء طبعا ، دى النص الحلو بتاعى ، أتمنى الزمن ميكسرش قلبى ويوقعها من ايدى يوم ماأقرأ الرسالة دى معاك "
حضرنا المحاضرة التانية ، وإحنا مروحين ، الأستاذ ، الباشمهندس ، الدكتور أحمد وقف أسماء وإداها المحاضرة الأولى ، من غير ماايتكلم ، قالها المحاضرة الأولى ومشى
- إنتى بتاخديها ليه ، هو احنا هنذاكر ؟
- لأ طبعا ، بس هو تعب ف كتابتها يعنى فعيب والله
- بيدهالك ليه أصلا ؟
- علشان خايف يدهالك
طب كان يعملها كده ، وانا كنت .. كنت ،  تقريبا كنت هتحرج وآخدها منه برضو
" أحمد وقف أسماء النهاردة وإداها المحاضرة ، معرفش لاحظ إزاى اننا محضرناش ، كله منك أصلا ، إتأخرت علشان بكتبلك
أقولك حاجة ؟ انا عارفة انه بيحبنى واوقات بيصعب عليا ، أتمنى تتعصب وتغير منه وانت بتقرأ الرسالة دى يعنى "
بيبصلى من بعيد وكإنى نجمة بعيدة ، مش هنكر إنى بحس بحاجة حلوة علشان هو بيحبنى بس انا مش بحبه ، ميشبهش للشخص اللى بتمناه خالص ، اوقات بتضايق لما بيساعدنى ، واوقات بتضايق لما بشوفه باصصلى ، بس الأغلب بحس بزعل عليه
- إديله فرصة
- هو قلبى دا ملاهى ؟
- انا بصراحة مرتحاله
- حبيه
" قلبى بيطير لما بفكر فيك ، بيطلعله جناح وبتحول لفراشة حلوة ، مبقولش وقتها * لو اتحول لفراشة * ، الدنيا بتبقى هادية وفيروز بتغنى ف قلبى ، وبحس إنى ف جنة صغننة ، ليا انا بس ، وانا عارفة يوم مااشوفك قلبى هيدق لدرجة تحول السما بيت يجمعنا "
قلبى مش بيدق لما بشوف أحمد ، مش بحس بفرحة ، انا مسمحتش لطيف راجل يلمس قلبى ومش هقبل بأقل من اللى أستحقه
لما كنت باخد كورس رسم السنة اللى فاتت ، كنت برجع متأخر جدا ، كان بيستنانى وبيمشى قبلى علشان مخافش ، بنجح انا وأسماء تقريبا بسبب الملخصات اللى بيعملهالنا ، عارف بحب إيه وبكره ايه ، كل عيد ميلاد ليا ، اى طفل او طفلة صغيرة بيجبولى هدية ومش بيقولوا من مين ، عارفة إنها منه ، ولإنها بتعجبنى بستهبل وبعمل نفسى مش عارفة علشان مرجعهاش
- حنان
عرفت صوته قبل ماابصله - حنان !
مد ايده بورق - انا ملاقتش أسماء علشان اديها الورق ده
- انا ممكن أسأل سؤال ؟
- اكيد
- احنا بنلعب معاك كورة ؟
حسيته ارتبك - انا مقصدش
- طب احنا طلبنا منك ورق ؟ الدفعة فيها مالا يقل عن ٣٠٠ بنت ، مش هتضيق يعنى اننا نطلب من حضرتك مساعدة ، فضلا متوقفنيش كده تانى
" أنا دبش ؟ كنت حساه هيعيط والله ، بس هو مكنش ينفع يناديلى بإسمى كده صح ؟ هو انت ليه مش هنا ؟ "
- والورق ؟
- مأخدتهوش
- الله ، يعنى هنسقط
- لأ هنذاكر
- طب كنتى هاتى منه الورق وبعدين هزأيه
كنت لسه هرد عليها بس دماغى صدع فجأة وحسيت إن الدنيا بتسود ، كنت فاكرة علشان متعشتش ولا فطرت بس مكنتش قادرة آخد نفسى وعرقت وبعدها محستش بنفسى
بدأت أسمع أصوات جمبى بس مقدرتش أحدد أصحابها ولا قدرت أفتح عينى أصلا ، بعدها سمعت صوت ماما بتشكر حد ، يعنى انا ف البيت !
شوية وفتحت ، خمس دقايق ع مااستوعبت انى ف مستشفى وأسماء وماما وأحمد حواليا
سمعت صوت أسماء - هى سيرة المذاكرة اللى عملت فيها كده ، أول مرة من ٣ سنين تقول هنذاكر ، وقعت منطقتش
- إنتى كويسة يااماما ؟
- أخيراً فوقتى ؟
أسماء قربت منى - خلاص مش هنذاكر والله ، فوقى بقى
مقدرتش أضحك ، إتكلمت بصعوبة - بس ياابتاعة انتى
- إسكتى ، مش فصيلة دمك طلعت o ، انا كنت شاكة ان عندك دم أصلا
سكتت شوية - وأحمد فصيلة دمه o ، واتبرعلك بدم
همست ف ودنى - لبستى فيه رسمى
كان واقف بعيد وواضح عليه انه مرتبك
سألت - هو ايه اللى حصل ؟
- أنيميا
اول ماأسماء قالت كده ، إستنيت ماما تقول زى كل مرة وفعلا قالت - ماانتى لو بتاكلى
مش عارفة اقنعها ازاى ان الموضوع ملهوش علاقة بالأكل
أحمد إستأذن ومشى
قولت بصوت واطى لأسماء - هو مقاليش ألف سلامة ليه ؟
- علشان تمسحى بكرامته ارضية المستشفى صح !
" دمه بيجرى فيا دلوقت ، انت مش متضايق صح ! ، انا كنت بفكر من وقتها ف صلة القرابة بين ملايين الناس اللى بيتبرعوا بدمهم وبين مرضى مش هيقابلوهم أبداً ، انا كده أقربله ؟ يعنى لما يجرى فينا نفس الدم ، يبقى كده بينا صلة ؟ ، المهم انا بقيت بخير "
غبت إسبوع من الكلية بتدلع طبعا ، لما روحت شوفته ، كان واقف لوحده زى العادة ، كنت عاوزة أقوله شكرا ، او اعتذرله حتى ، بس كل ماابفتكر إن أسماء قالتلى انه شالنى لحد التاكسى بكون عاوزة اروح اضربه
- ألف سلامة
اتخضيت وبصتله - الله يسلمك ، أنا آسفة ، قصدى شكرا ، انا اتغابيت وانا بكلمك و..
- هتتعاقبى ع طريقتك معايا ع فكرة
- أفندم  !!
- انا مفيش بنت تعلى صوتها عليا ، وخصوصاً لو هتتنادى بإسمى
- مين دى اللى هتتنادى بإسمك ؟ ومين دى اللى ...
- كلمة كمان وأقسم بالله هحضنك قدام الكلية كلها ، ومش هتقدرى تتكلمى
معرفش مشيت من قدامه ازاى ، اول مااشوفت اسماء مسكت ف دراعها جامد ، مقولتلهاش ع اللى حصل بس كنت خايفة ، انا خوفت حتى ارفع ايدى واضربه بالقلم ، آخد حقى
" انا خايفة منه ، انت لو هنا كنت أخدت حقى منه ، انا مخضوضة من وقتها وعاوزة اعيط ، وخايفة من كلمة هتتعاقبى دى ، انا متأكدة انه مش هيأذينى بس اول مرة يرفع عينه فيا كده "
بقيت كل مااشوفه ابص ف الأرض ، زى مااكان هو بيعمل ، بقيت اتخض جامد ، ورسايلى كلها بقت عبارة عنه وانا بشتكى منه ، نفسى اضربه بالقلم اوى
- أحمد بعت الورق ع فكرة
اتخضيت اول مااسمعت اسمه - أسماء علشان خاطرى متاخديش منه حاجة تانى ، علشان خاطرى
- انتى المفروض تشكريه علشان اللى عمله معاكى اصلا
سكت ومردتش عليها ، يومها ذاكرنا ف الكلية وروحت متأخر ، ف شارع ضيق بيوصل للعربيات ف المواصلة التانية ، المفروض انى بركب ٣ مواصلات علشان اروح الكلية ، يومها كان ضلمة اوى ، وقفت ف بدايته واترددت امشى فيه ، انا بخاف من الضلمة عامة ، بس مكنتش أعرف طريق غيره
صرخت جامد لما سمعت صوته - لما انتى بتخافى تمشى لوحدك بتروحى متأخر ليه
انا كنت مخضوضة بس معرفش ليه هديت لما شوفته ، مردتش عليه وعملت فيها اسد ومشيت بس وقفت لما شوفت كلب " انا شوفت كلب ف شارع مختصر مرة ، لفيت ورجعت رغم انى كنت وصلت لآخره ولفيت البلد كلها يومها " إسترونج آه بس بخاف من الكلاب
- والله لو عملتيها وسبتينى ومشيتى وانا بكلمك كده تانى لأكسر دماغك
- إنت زودتها ع فكرة ، مالك بيا مااروح الفجر متضايق ليه ؟
- طيب روحى
واتحرك علشان يمشى ، كنت واقفة ف النص شيفاه بيبعد وباصة للكلب وهعيط
مشيت بسرعة وراه ووقفته - عدينى من الكلب
عينه ضحكت بس فضل مكشر - إسمها لو سمحت عدينى من الكلب
- عيب اوى لما بنت تطلب منك مساعدة وتعمل اللى بتعمله ده
- وتطلب منى ليه ؟ بلعب معاها كورة ؟
كنت هعيط - على فكرة بقى انا اعتذرتلك
- على فكرة بقى مقبلتش إعتذارك
- يعنى هتسبنى وتمشى ؟
- أيوة ، هنمشى من شارع تانى علشان انا بخاف من الكلاب
كنت هقع ع الأرض من الضحك ، مشيت جمبه وكل شوية ابصله واضحك فيضحك ، ضحكته حلوة اوى
" كنت حاسة إحساس حلو اوى وانا ماشية جمبه ، تعرف ؟ هو اصلا من بلد تانية بس مشى ورايا علشان الوقت إتأخر ، كنت عاوزة أمسك ايده وقتها اوى ، اول مرة اشوفه كبير لدرجة تساعنى ، اول مرة اشوفه حلو كده ، المهم انا دلوقت ف البيت واول حاجة عملتها لما وصلت ، كتبتلك "
حكيت لأسماء اللى حصل ، وشها اتغير فجأة
- طب هو بيعمل كده ليه ، طالما هيخطب واحدة تانية  ؟
حسيت ماية ساقعة نزلت ع دماغى - مين هيخطب ؟
- أحمد
- ازاى ، هو بيحبنى
- ماانتى رفضتيه مرتين ، هيفضل عايش ع ذكراكى ويسمع محمد محيى طول عمره يعنى
ماارفضه ويفضل متمسك بيا برضو ، انا مش بحبه ع فكرة
" يخطب ازاى وهو بيحبنى ؟ يعنى ازاى بيفكر ف واحدة ويتجوز واحدة ، انا آه مش بحبه ولا هفكر اتجوزه بس دا مش معناه انه يتجوز غيرى ، يفضل يحبنى طول عمره ، انا بكرهه ع فكرة ، مش بس مبحبهوش "
قابلته كتير بعدها ف الكلية بس كنت ببعد عن طريقه ، إكتشفت ان الفترة الأخيرة كلها من رسايلى كنت بتكلم عنه هو ، المفروض انى بحب الفارس اللى لسه مظهرش فاكتب للفارس ده ، اتحولت الرسايل فجأة لكلام عن أحمد
" انا مش بكرهه ، انا قلبى وجعنى منه ، مش احنا ف جسمنا نفس الدم ؟ ازاى يتجوز واحدة غيرى ؟ انا عاوزة اضربه بالقلم ، لأ عاوزة اضربه بإيدى ع قلبه علشان يتوجع ، لأ عاوزة احضنه ، عاوزة اخبيه فيا ، عاوزاه يحبنى انا بس ، انا بس اللى امسك ايده وانا بس اللى استخبى ف حضنه ، انا بس "
- كرهتينى يومها ؟
- جداا ياأحمد ، صدقت أسماء لما قالتلى انك هتخطب
- انا اللى طلبت منها كده
- وجعتلى قلبى
- ماانتى اللى عنيدة ومكنتيش هتيجى غير بكده
- كنت بعيط كل يوم
- مش قولتلك هعاقبك ؟
- المهم بقيتلى
فرد دراعه علشان انام عليه - طب هاتى رسالة تانية نقرأها

" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن