#77🦋

5.9K 217 16
                                    

"لُطفك لن يُغير من حقيقة ألمي، وتبريرك للأشياء لن يُغير من حقيقة حدوثها، يظل الألم كما هو وتظل أنت بقلبي كما أنت".

- لطيف الكتاب ده.
- ..
- لكن أنا مش مؤمن بقراءة النصايح عامًة من الكتب، لإن مهما قرأتي لما تتحطي في موقف لازم تغلطي أول مرة علشان تتعلمي.
انتبهت إن حد بيكلمني فرفعت راسي - حضرتك بتكلمني؟
- بقالي ساعة والله.
- آسفة مش مركزة، في حاجة؟
- في إني بكلمك بقالي ساعة يا هانم وحضرتك باصة في الكتاب ومش سامعاني ولا كإن جوزك بيكلمك.
- جوزي!
- قصدي اللي هيبقى جوزك.
- في ايه يا أستاذ مالك!
ابتسم وقعد - معلش في نظرية كنت بطبقها، وهي إنه مهما زادت ثقافة المرء، فيُمكن لموقف واحد أن يُحوله لشرشوح.
- شرشروح! مين اللي قال النظرية دي؟
- أنا.
- حضرتك جاي تهزر؟ من فضلك اقعد في مكان تاني.
- لا خلاص والله هتكلم بجد، في موضوع مهم جدًا لازم أكلمك فيه، وفي نظريات كتير جدًا لازم تطبق.
- أنا مش فاهمة حاجة.
- هفهمك، أولًا أنا اسمي أحمد، تعرفي معنى اسمي ايه؟
- جاي من الحمد؟
- أيوة، طب تعرفي معنى اسمك ايه؟
- معناه ايه؟
- معنى اسمك يا آنسة.. آنسة ايه؟
- حنان.
- معنى اسمك يا آنسة حنان، اسمك مش محتاج شرح أصلًا، بس اسمك لطيف وخفيف على القلب.
- يا أستاذ أنا برضو مفهمتش حضرتك عاوز ايه.
- هشرحلك أهوه متبقيش نرفوزة، في نظرية اتعملت إن أي شخص اسمه أحمد، لو اتجوز بنت اسمها حنان، هي هتحمد ربنا عليه علشان إسمه جاي من الحمد، وهو هيعيش في فرح وحنان.
- هو حضرتك جاي تهزر معايا؟ وبعدين مين عمل النظرية الهبلة دي.
- أنا، بس خلاص والله قررت أتكلم بجد، كتاب فن اللامبالة اللي بتقرأيه ده، هو نصايحه حلوة، لكن ترجمته مش حلوة، غير إنك بتتعصبي من أقل حاجة معنى كده إن الكتاب مش مأثر فيكِ أصلًا.
- لا أنا مبتعصبش.
- اثبتيلي.
- اثبتلك إزاي؟
- بتحبي عصير الجوافة؟
- أيوة.
- وأنا كمان بحبه أوي، في نظرية بقى بتقول إن أي اتنين بيحبوا الجوافة بيعيشوا مع بعض في سعادة، بتعرفي تطبخي يا حنان؟
- أنا بدأت أزهق.
- شوفتِ، بتتعصبي على طول، طب هسألك سؤال أخير، قرأتِ كتاب "ابدأ بالأهم ولو كان صعبًا؟"
- أيوة.
- تعرفي بيعالج مشكلة ايه؟
- اممم التسويف.
- بالظبط، فليه أصلًا نقع في مشكلة التسويف ونأخر جوازنا؟
- دا أنت إنسان مهزأ، خليك همشى أنا.
صوته ارتفع أوي فجأة لدرجة إني حسيت الناس كلها بتبص علينا - لا مش معنى إني بهزر معاكِ إني هسمح إني مراتي تشتمني.
معرفش ليه خوفت - ب.. بس أنا مشتمتش.
- قولي أنا آسفة.
- أنا آسفة.
- وقولي مش هعمل كده تاني.
- مش هعمل كده تاني.
- وقولي بحبك.
- بح.. هه!
أخدت شنطتي والكتاب ومشيت، أول مرة اتعرض للموقف ده، وبعدين عمرها ما حصلت أن واحد يستخف دمه معايا بالشكل ده، أستاذ نظريات هبلة.

"تعالّ وسأبارك خطوتك وأنثر وردًا على رصيف الطريق بيننا، تعالّ لتتوقف الحروب بي وتنتهي المجاعات وأطفال البكاء ليلًا يجدون مأوى آخر غير جفوني، تعالّ وامسح على قلبي بسم الله أن لا رحيل ولا وجع ولا بكاء بعد مجئيك.
تعالّ.."

أسميته أحمد 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن