#49🦋

9.4K 266 16
                                    

- طب قررتي ايه ؟
- مش عارفة والله ياأسماء، يعني أصلا انا معجبة بيه جدا، ومواقفه حلوة أوي، بس متدين زيادة عن اللزوم، هيفضل يقولي بناطيل لأ، مكياچ لأ، أغاني لأ، أسماء أنا بحب حياتي كده.
- طب ماهو اتقدملك وهو عارف ان لبسك وحياتك كده، ممكن يكون موافق على كده أصلًا
- عارفة لو كده، هوافق من غير ماافكر.
- في حاجة شرعية كده معرفش بيقولوا عليها إيه، بتقعدي معاه وبتشوفيه هيناسبك ولا لأ وبعدين بتصلي استخارة وبتشوفي مرتاحة لإيه
- هو أنا بصلي الفروض اللي عليا علشان أصلي صلاة زيادة !
قولتلهم اني موافقة نتكلم أنا وهو، ماما بتحبه جدًا تقريبا كل العمارة بتحبه أصلا، وأنا شوفتله أكتر من موقف وأعجبت بيه كمان، بس خايفة يطلع مُعقد.
مكنتش متوترة لما قعدت معاه، بس خوفت أول مابدأ يتكلم، يمكن من هيبة صوته، عنده هيبة تخوف وتطمن في نفس الوقت
بعد ماخلص كلام اتكلمت
- عاوزة أقول حاجة وتسمعني للآخر.
بص قدامه علشان يسمع، بعدين اكتشفت انه لما بيكون عاوز يركز بيبص لنقطة معينة قدامه
- أنا مش بصلي.
رفع راسه بسرعة وبصلي، بس متكلمش علشان أكمل.
- مش بصلي بإنتظام، بسمع أغاني، ولبسي زي ما انت شايف، بس بحب ربنا.
- واللي بيحب ده يرفض انه يشوف حبيبه ازاي ؟ هتصدقيني لو قولتلك اني بحبك وفي نفس الوقت مش ههتم بيكي، مش هوافق لما تطلبي مني أقابلك، هكون مشغول عنك، هتصدقيني لو بعد ده قولتلك بحبك !
معرفتش أرد، فكمل - بالنسبة للبسك فمش هقدر افرض عليكِ حاجة، جايلك وانتي كده، ولو حصل نصيب واتجوزنا مش هفرض عليكي حاجة.
حسيت قلبي بيتفتح، ومعرفش اتوجعت من كلامه ولا فرحت، معرفتش احدد مشاعري وقتها، أول مرة شوفته كنت واقفة في البلكونة الساعة 3 الفجر، واعتقد هو كان خارج يصلي، فلاقيته خرج بحاجة في ايده وغطى واحد كان نايم قدام العمارة، هو حلو ويستاهل واحدة أحسن مني، بس في نفس الوقت أنا مش هتغير علشان حد.
اتخطبنا، كلامه مكانش كتير، بس مفيش مرة كنت مخنوقة او متضايقة ومفرحنيش، حتى لو سابلي حاجة قدام الباب واتصل عرفني ونزل، كنت بقع فيه وسايبة نفسي، كنت فرحانة لأني بقع، مبسوطة وراضية.
اكتشفت ان في أيام غير رمضان بتتصام، واللي هو كإني مكنتش عايشة هنا، دعيلتك النهاردة كنت صايم، هو النهاردة صيام ! فبيضحك وبيفهمني.
أول مرة خرجنا فيها سوا، لبست حاجة طويلة شوية علشان اتحرجت منه ومعرفش ليه، ممكن علشان حسيتني قليلة جمبه، أو ممكن علشان لو كنت لبست حاجة قصيرة زي لبسي العادي كنت همشى طول الطريق أقارن بين نور خارج من وشه وبين لبسي، أنا بحب لبسي ومش محروجة منه، وحقيقي معرفش عملت كده ليه، بس كنت حاطة ميكب أكيد، كنت حابة أبقى حلوة، وكنت حابة يشوفني حلوة.
أول ماخرجت من الأوضة وشافني مبتسمش كالعادة، ولما خرجنا والباب اتقفل برضو متكلمش، ومن سكوته كنت خايفة اسأله.
كنا قدام باب الشقة وقتها، سألني - هو شكلك عامل ازاي ؟
- يعني ايه ؟
- شكلك من غير ميكب يعني.
- نفس شكلي بالميكب، أنا مش مركبة حاجة.
- ولما هو نفس الشكل، حاطة ميكب ليه ؟
- انت اول مرة قعدت فيها معايا كنت حاطة ميكب ومعلقتش.
- أيوة، بس اعتقد من حقي اشوف شكلك في الحقيقة، أنا مش هصحى من النوم الاقيكي حاطة ميكب.
- قصدك اني بخدعك يعني !
حسيت وقتها اني اخدت قلم على وشي، كنت خارجة فرحانة مستنية أشوف شكلي في عينه، متوقعتش يكون ده رد فعله، يعني أنا بقالي ساعة ونص بلبس علشان رده ده ! طول عمري بكره العشم، وبكره استنى حاجة معينة، علشان بتوجع اوي لما بتيجي عكس مابستنى.
بهدلت وشي بإيدي علشان كنت هعيط ومحبتش أعيط قدامه، اتكلمت - شكلي بيبقى كده لما بصحى من النوم، شوفته بقى عامل ازاي.
خبطت على الباب ودخلت لما ماما فتحت، دخلت اوضتي وسيبتهم الاتنين يبصوا لبعض.
مكلمنيش طول اليوم، وأنا مش هعيط ولا هزعل، طب ماانت اتقدمتلي وأنا كده، عاوز تغيرني ليه ! ياتاخدني زي ماأنا ياتسيبني، ليه فاكرين اننا عجينة بنتشكل في ايدكم !.
لما جه تاني يوم علشان يتكلم معايا خرجت بميكب كامل، أيوة بعاند، ولو خلع دبلته وسابني مش هندم، يمكن اتوجع، ويمكن كمان اشتاقله في الدقيقة عمر، بس مش هندم.
- بتعاندي ؟
- أيوة
ضحك - انتي صريحة كده ليه !
كنت داخلة ومتحفزة للخناق بس لما ضحك هديت.
- بصي ياحنان، دا غلطي، أنا جيتلك وانتي كده ووعدتك كمان اني مش هغير فيكي.
لما اتكلم كده كنت عاوزة أقوله لأ انا اللي غلطانة مش انت.
كمل - ومش هدافع عن نفسي وأقول رجولتي وجعتني أوي ان بنت تخرج معايا كده، ومش اي بنت، فكرت وقتها ان حد يبصلك مثلًا وانا ماشي جمبك.
لما سكت كلمة " ومش اي بنت " كانت بتتردد في ودني وكنت عاوزة ابتسم أوي.
اتنهد - طول اليوم امبارح كنت بفكر وملقتش غير حل، والقرار في ايدك، أنا مبغصبكيش، بس مش هقدر أخرج معاكي بالشكل ده، لا دلوقت ولا لما نتجوز ولا هستحمل تخرجي كده، محدش يبصلك ولا ليه حق يرفع عينه فيكي ويشوفك أصلًا، بطلب منك وبإرادتك ترفضي طلبي، مش عاوزك تحطي حاجات من دي ولا تلبسي كده، اعتبريه طلب مش أمر علشان متعانديش.
- ولو موافقتش ؟
ابتسملي - مش هقدر أكمل، لو كملت كده مش هقدر أوفي الوعد اللي وعدتهولك، وأنا اتعلمت مرجعش في كلامي، ولو مكملناش واتوجعتي فاعتبري كل ده غلطي، انا اللي جيت وبهدلت حياتك، بس كنت هندم طول عمري عليكي لو محاولتش.
سألته بقهر - ولو متغيرتش مش هتندم عليا !
- مسمهاش تتغيري أصلًا، اسمها تشوفي الصح فين وتمشي وراه، ممكن تحاولي ؟.
- هفكر.
مكنتش ناوية أفكر، طالما بعدي عادي وحاجة متزعلهوش فملهاش لازمة نكمل، وأنا مش بعاند، ولا زعلانة كمان، أنا بعيط !
اتوضيت، وتقريبًا دا أول وضوء وصلاة ليا من شهر كامل، معرفش اتوضيت ليه، أو هصلي وأقول ايه يعني بس حسيت فجأة اني محتاجاله، قعدت ومصلتش لما فكرت اني فعلًا ريحاله علشان محتاجاله، واني مش بصلي غير لما بحتاج، استحقرت نفسي أوي.
بعت لأحمد رسالة - هو عادي أصلي لما احتاجله ؟
رد على طول وكإنه مستنيني - أومال هتصلي لما هو يحتاجلك ! ماطبيعي احنا اللي محتاجينله.
- أقصد افتكره بس وقت زعلي.
- كان ممكن وقت زعلك تسمعي أغاني، كان ممكن تكلمي صاحبتك، بس انتي اختارتي تصلي، ده اعتراف منك انك ملكيش غيره، ودي بتؤجري عليها، الشاطر بقى اللي بيفضل قدام بابه حتى لما كربه يتفك.
كنت هسيب الموبايل من ايدي ومكنتش عارفة هصلي ولا لأ، لاقيته بعتلي رسالة - صلي بسورة الرحمن.
فسيبت الموبايل ووقفت أصلي، معرفش هما بيعيطوا ازاي لما بيصلوا ! كنت عاوزة أعيط أوي، مكنتش حافظة السورة فمسكت المصحف في ايدي، ومعرفش ازاي نمت بعد ماخلصت، صحيت الساعة 5 الصبح لاقيتني نايمة على سجادة الصلاة، جسمي كان واجعني بس كنت صاحية مرتاحة، وقفت قدام المراية، في ايام بصحى فيها شبعانة نوم أوي فبحس ملامحي مرتاحة ومبسوطة، كنت نفس الاحساس وقتها.
كان عندي دريس واحد بس وچيبتين، لبست الدريس اجربه، كنت بجربه بس مكنتش هلبسه أكيد واخرج، لاقيتني بخرج من الأوضة والشقة كده، محطتش حاجة على وشي، وقفت قدام السلم واتصلت بأحمد وقولتله اني بره، معرفش كنت عاوزة أعمل ايه، كان المفروض افكر في رد ارد بيه على سؤاله امبارح وكان المفروض آخد قراري كمان بدل الهبل اللي بعمله، شوية وخرج، كنت واقفة في بداية السلم وهو واقف في آخره.
ابتسم وبعدين ابتسامته وسعت، شاورلي بإيده على اللي لبساه وبعدين رفع حواجبه الأتنين وهو بيبتسم وكإنه بيسألني ايه ده.
فحركت كتافي وكإني بقوله مش عارفة، بعدها سيبته وطلعت.
مش أنا اللي اختارت اوافق على طلبه والله، حاجة كانت بتحركني، مكانش اختياري ولا كانت ارادتي.
" الشاطر بقى هو اللي بيفضل قدام بابه بعد لما كربه يتفك "
كل يوم كان بتتردد في عقلي، لدرجة اني كتبتها في نوت وعلقتها قدام السرير، من يومها مسيبتش فرض، وكنت بتضايق لما بمسك المصحف اصلي بيه، كنت بحس بإحراج، فحفظت سورتين اصلي بيهم، بعد 5 شهور لاقيتني من غير قصد حفظت 4 أجزاء كاملين، والله مكانش قصدي احفظ بقصد الحفظ، كنت بحاول أحفظ سورتين اصلي بيهم وبغير كل يوم، وبعدين أحمد كان جابلي مصحف وقالي انه معاه من 11 سنة مش بيقرأ غير فيه، اداهولي وقالي كل حرف هقرأه هو هياخد بيه حسنات، يعني هنتشارك حسنات، فبقيت أقرأ كتير، وأغلب الوقت في المواصلات، دا سهل عليا الحفظ كمان.
- هتهربي بكرة لما يقولولك وقعي على العقد ؟
- بفكر، ماانت مش هتندم لو سيبنا بعض فعادي
ضحك - انتي قلبك قاسي كده ليه !
-  مبنساش
- مكنتش أقصد كده والله
- مش موضوعنا، احلف بالله انك مش هتزعلني ابدًا
- الناس بتتجوز علشان تزعل بعضها ياحنان  !
ضحكت - ايه ده ! اومال المخدات الريش والفيشار اللي بيرموه على بعض والضحك والهزار، دا بيتعمل امتى !
- مبيتعملش، انتي عارفة تمن المخدة الريش كام ! يعني ادفع دم قلبي في مخدتين علشان في الآخر نقطعهم ونضرب بعض بيهم ! ماضربك بإيدي على قفاكي ونوفر
- انت المفروض تطمني دلوقت، بتخوفني ليه
- لا بقولك ايه، انتي تقومي تنامي علشان بكرة تصحي فايقة، وعاوزك تسيبك من الروايات دي خالص وأنا هظبطك.
كان باقي سؤال كنت عاوزة اجابة عليه، ليه اتقدملي وأنا كده، رغم انه ماشاء الله لو اتقارنت بيه هكون صفر جمبه، كان ممكن يتقدم لأي بنت بلبس يرضيه ! كل مابفتكر اسأله بنسى، أو بصراحة بتلهي في الفتور اللي حصلي من ناحية الصلاة تاني، دخلت للصلاة والصوم والقرآن جامد وبعدين وقعت.
- اللي فات حمادة واللي جاي حمادة تاني خالص، من النهاردة الفرض اللي هتسبيه هتاخدي قلم على قفاكي بداله
- حاسة بفتور، أو كسل، أنا مش مرتاحة كده بس لما الآذان بيأذن بتحجج بألف حاجة وبحس ان جسمي كله تاعبني فجأة.
- هبسطهالك وانتي بقى حاولي تاخدي الكلمة اللي تلمس قلبك، كان جواكي رصيد في حب الصلاة والذكر والرصيد خلص، تخيلي مثلًا في جملة حفزتك للصلاة، هتصلي بسببها وبعد فترة  الجملة دي مش هتأثر فيكي تاني، تسكتي ؟ المفروض تدوري على بديل للجملة يأثر فيكي.
- مش فاهمة
- حنان مش في فيديوهات تحفيزية ؟ وأوقات بيجيلك فتور ومبتاخديش خطوات ناحية حلمك فبتسمعي الفيديوهات دي ؟ وبتتحفزي شوية وبعدين ترجعي للكسل والفتور تاني صح ؟ بتعملي ايه وقتها ؟
- بسمع فيديوهات تاني
- ليه ؟
- علشان بتحفزني
- لأ، علشان بتفكرك بحلمك، بتدفعك انك تحققيه، الابتهالات، الفيديوهات الدينية، القرآن، كل دي حاجات بتفكرك بربنا، بتخليكي تشتاقي تصلي، فلازم كل فترة تسمعيها، طبيعي يحصلك فتور، لإنك مش بتملي قلبك كل فترة.
أحمد طلع عنده فرض سادس اسمه قيام ليل، وورد ثابت كل يوم، اذكار صباح ومساء، وحرفيًا وشه منور، ومهما كانت همومي بشوفه بس بنسى كل حاجة، ولما بيضحك بحس الدنيا بتنور، جواه نور حلو أوي.
كنت بحس بيه لما كان بيقوم يصلي قيام، وكانت أول مرة اصليه لما نزل يصلي الفجر فقومت صليته، كنت عاوزة احس احساس أحمد، أحمد طول الوقت متطمن، اي مصيبة بتحصل أول كلمة بيرددها الحمد لله من غير مايفكر، وأنا عاوزة يكون عندي الرضا ده.
- هو انت ليه على طول لما بتحصل حاجة وحشة بتقول الحمد لله الأول ؟ يعني ليه مش بتستنى تشوف الخير منها وبعدين تحمد ربنا
- علشان هي مش وحشة أصلًا
- وبتعرف منين انها مش وحشة !
- ربنا جميل وميأمرش بحاجة وحشة، مينفعش ربنا يأدبنا بالمنح بس، لازم نتأدب بالفقد كمان، الفقد اللي احنا فاكرينه شيء وحش، بس هو وسيلة للتربية مش اكتر، اكيد مريتي بحاجات وجعتك بس خرجتي منها بدروس، اهي الحاجات دي حصلت علشان تخرجي بدروس فتبني معتقداتك في الحياة، مفيش حاجة وحشة بتيجي من عنده
- آخر سؤال وهسيبك تنام والله، انت اتقدمتلي ليه وانت عارف اني مكنتش بصلي ولا بلبس حلو ولا اي حاجة، ليه متقدمتش لواحدة تناسب تفكيرك.
ابتسملي - أنا كنت معجب بيكي بقالي سنين بس مكنتش بسيب نفسي للتفكير علشان طريقة حياتك مكنتش راضيها، ولما قلبي كان بيدق لما بشوفك كنت بفكره اني مش هستحمل امشى جمبك بحاجة مفصلة جسمك، أنا مش ديوث.
- انت رخم أوي بجد
ضحك - هكمل اهوه، الحلو جاي ورا والله
- كمل
- ياستي فضلت فترة طويلة بدعي ربنا يبعتلي اشارة، مرة كنت نازل اصلي الفجر وأنا من عادتي لما بشوف حد نايم في البرد بطلع تاني اجيب حاجة اغطيه، يومها شوفتك واقفة فوق وشيفاني، تاني يوم وأنا راجع من الصلاة لاقيتك قدام العمارة بتغطيه، فحسيتها اشارة من ربنا انك ممكن لما أكلمك عن اللبس تسمعي كلامي.
- كنت بحاول احس الاحساس اللي انت حسيته لما عملت كده
- جواكي شخص حلو وأبيض ياحنان، كان بس محتاج حد ينورله علشان يشوف
- وجه النور اللي جواك نورلي.
- يانهار أخضر ! الساعة بقت 5 ! دا اللي هسألك سؤال واحد ياأحمد واسيبك تنام ! أروح الشغل ازاي دلوقت ! أروح مطبق !
اتاوبت - لأ طبق مع نفسك أنا عاوزة أنام.
- ماأنا لو نمت مش هصحى للشغل.
- ياعم متنامش وأنا مالي، انت اللي شغال لوك لوك من الصبح، وعمالة أقولك نام ياأحمد علشان شغلك، تقولي لأ هنتكلم شوية، يلا تصبح على خير
- ياحنان متبقيش غدارة كده.
- عايم في بحر الغدر أوي

" حتى قبل أن التقيك، لم نكن أغرابًا "

#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد

أسميته أحمد 🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن