- هتروحى لوحدك ؟
- أيوة ، مش هاخدك معايا متحاوليش
- ماانا كمان عاوزة اتعلم الرسم
- مش فاكرة عملتى ايه ف الكورس اللى فات ؟ وربى لو وقفتى على رجلك مااهاخدك معايا ف ده
- انتى غبية ؟ ايه الصعب ف انى اقف ع رجلى !
- أقصد يعنى لو وقفتى .. ، يوه انا مش فاضية ، انا ماشية
- طب هوصلك
- سلام يااقلبى ، يااقمر انت يااقمر
كنت عاوزة اضحك ضحكة شريرة ، الكورس اللى فات اتطردنا بسببها ، قال أخدها معايا قال ، هو انا هبلة !
كنت ماشية بفرح وفخر كده وكإنى دكتور نجح ف عملية جراحية صعبة " مش عاوزة أقولكم إنى بعدى بالعافية ف الكلية أصلا "
وصلت وقعدت مع البنات مستنين ، طبعاً هما كانوا بيتعرفوا ع بعض وانا قاعدة ف مكان لوحدى وصوت جوايا كان بيقولى
- مجبتيش أسماء معاكى ليه ، مش أحسن من قعدتك لوحدك ؟
- أخرص يااحيوان ، أسماء تانى لأ
لقيت البنات فجأة قاموا واتكلموا بصوت عالى كإنهم بيحيوا حد ، لحظة كده هو ده اللى هيعلمنا الرسم ؟ دا قد عيالى !!
نسيت أقولكم إنى طول الوقت بكلم نفسى ف دماغى وبضحكها وبشتيكلها وحاجة آخر مستشفى المجانين والله
- صباح الخير ، أنا مستر أحمد ، أنا اللى هديكم كورس الرسم ، طبعاً عارفين إن مدة الكورس ٤ شهور ، مدة مش قليلة يعنى فهنتعرف ع بعض بسرعة كده
سكت لما لقانى واقفة بعيد ومقعدتش " طبعا علشان سرحت وكنت بكلم نفسى "
- ف مكان هنا ع فكرة
شاور ع الكرسى اللى ناحية شماله ، جمبه بالظبط !!
وايه يعنى جمبه ، أسد كده مبخافش ولا بتحرج أنا أصلا
مشيت وكنت حاسة إنى هتكعبل ف الحاجات اللى مش موجودة أصلا وقعدت
بدأ يسأل من ناحية إيده اليمين - حابب أعرف عاوزين تتعلموا الرسم ليه ؟
والبنات طبعا بيقولوا إجابات وكإن الرسم هينقذ طبقة الأوزون
بتضحكوا عليه علشان هو حلو وصغير يعنى ؟
اللى لفت إنتباهى من كل ده الساعة اللى ف ايده ، كانت حلوة ولونها إسود ، لحد ماالقيته بيبصلى - طب وإنتى ؟
- طب وإنتى إيه ؟
ضحك - حابة تتعلمى الرسم ليه ؟
من غير ماافكر - بحبه
سكت شويه بس فضل باصصلى وبعدين إبتسم
ايدى عرقت وارتبكت ، مسكت الشنطة وضغطت عليها جامد
اتكلم موجه كلامه للكل بس كان باصصلى أنا - الحب سبب كافى اننا نتعلم ، نحارب ، نعيش ، الحب سبب
لو الحب ذاته مفقود مفيش حاجة هتكمل
سألنى - رسمتى قبل كده ؟
- ع قدى
- مقولتيش إسمك
- حنان
إبتسم إبتسامة حلوة وغريبة أوى - توقعت والله
يلا نبدأ ؟
يلا نبدأ ايه وتوقعت ايه والله أجبلك أسماء !!
أخدت نفس بهدوء وإستغفرت ربنا
كان بيتكلم وأنا سرحانة ف صوته ، أقولكم حاجة ؟
وانا كمان والله توقعت إسمه ، مكنش هيليق عليه غير الإسم ده
كان بيعرفنا ع الأدوات وانا سرحانة ف عروق ايده
- عروق ايده ؟!!
- آه والله
- ليه ؟ ايه وجه الإغراء ف كده
- لما تكبرى هقولك
- مش هتاخدينى معاكى ؟
- بتحلمى
- عاوزة اشوف عروق ايده انا كمان
ضحكت - هو أكل !
تانى يوم قعدت ف مكان مختلف ، انا اصلا برتبك وبرتعش وبتبقى حالتى نيلة لما بكلم حد معرفهوش ، مابالكم لو الشخص دا ولد
كنت سرحانة وبدندن جوايا " خايف مرة أحب وعارف ليه أنا قلبى خايف ، شوفت الحب بيبكى ويضحك ملو عيون وشفايف "
وقتها ظهر ، زى نجمة ف سما محدش شايفها غيرى ، زى لسعة برد ف ليل يناير أو أغنية هادية ع شط إسكندرية
ظهر وعبد الحليم بيقول " بس لو ألاقى اللى أحبه ، واللى قلبى يروح لقلبه ، واللى ترتاح روحى جمبه ، يومها عمرى ماابقى خايف "
- آنسة حنان
إرتجفت - أيوة ، نعم ، أيوة
ضحك - تعالى مكانك
- أنا مرتاحة هنا
- هناك مش مكانك
إتحركت وقعدت مكانى ، انا عارفة إن ارتباكى بسبب إنه صغير ف السن ، أنا طول عمرى واخدة ركن لوحدى ، لو حصل وإحتاجت حد منهم أسماء هى اللى بتتكلم ، مش بسبب إنه حلو جدا مثلا ولا إن أسلوبه كويس ولا لإنه بيعرف يرسم وانا مفتونة بالرسامين من زمان ولا لإن البرفيوم بتاعه موجود ف الخمار من إمبارح لمجرد إنى قعدت جمبه ولا لإن ..
- أسماء ، ممكن تيجى معايا الكورس ؟
- ليه إيه اللى حصل ؟
- إنتى عارفة مش بعرف أروح مكان من غيرك
- ياابت !
- كل واحدة بتقعد جمب صاحبتها وانا بقعد لوحدى
- لأ متقوليش
- وانتى عارفة كمان انى مش بعرف أتكلم مع الناس
رفعت حاجبها - وإيه كمان !
- سمسم
- خلاص متعيطيش
مكنش فاتها كتير فكان عادى ، قعدت مكانى وهى قعدت جمبى ، كنت مرتاحة ، اللى هو حسيت إنى مش لوحدى ، الدنيا بتبقى حلوة لما بتسيب ف ايدك صاحب يسند قلبك يوم مايميل
همست ف ودنى - حلوة الساعة بتاعته
ف نفس الوقت كان بيمد إيده يفرد اللوحة خبطت ف إيدى
سحبت إيدى وانا بشهق
- آسف والله
مقدرتش أرد ، جسمى إترعش والدموع وقفت ف عينى
فضلت مش مركزة معاهم ، لما خلص وكله هيمشى وقفنى
- أنا لاحظت إنك مكنتيش مركزة
مسكت إيد أسماء ومردتش ، قالتله - أصل هى بتتخض ع طول فتلاقيها ف التركيز مش قد كده
ضحك - ع العموم ممكن تيجى بدرى بكرة وأشرحلك
هزيت راسى واتحركنا علشان نمشى
- حنان
بصيتله وانا متنحة علشان قال إسمى كده
- إنتى شبه بنت أعرفها
لاقيتنى بسأله - مين ؟
- مش عارف ، بس أعرفها
- أمشى ؟
سكت شوية وكأنه بيفكر ، وبعدين قالى - أنا مش فاكر شوفتها فين بس شوفتها ، كلمتها كمان ، علشان كده توقعت إسمك
- أمشى ؟
- نفس صوتك
- أمشى ؟
- هتيجى بدرى ؟
علشان سكت أسماء ردت - هنيجى ، هنيجى بالنون بدرى
ركبت الهاند فرى وسندت ع كتف أسماء واحنا ف المواصلات
" وليه سايبنى لوحدى طول العمر ده "
- حنان اوعى تحبيه علشان أنا بدأت احبه
ضحكت - حب ايه ، مخضوضة منه بس
- أنا بنبه وخلاص
حضنتها - حاسة إنى بتخطف
- يبقى هتحبيه
من خضتى من كلمتها قررت مش هنروح بكرة بدرى ، قبلها بساعة أصلا أسماء إتصلت وقالت انها خارجة مع والدتها فمش هتيجى خالص ، فخلاص مكنش هينفع أروح لوحدى
بس لما جه الميعاد لاقيتنى بلبس وخرجت ، مسألتش نفسى بعمل كده ليه ، والله كنت بتخطف
قعدت ف مكان بعيد وبعدين إفتكرت إن مفيش بنات غيرى فقربت وبعدين إفتكرت إنى هكون معاه لوحدى فقومت علشان أمشى
- بتحبى عبد الحليم ؟
إتخضيت ، رديت بسرعة - جدا
- والرسم ؟
- أوى
- واللى بيرسموا ؟
سكت ، إتكلم تانى - قربى هوريكى حاجة
إرتبكت من كلمة قربى ، وقفت مكانى
إتحرك ناحيتى وهو بيقول - أقرب أنا
إتكلمت بسرعة - هو ممكن تعرفنى فاتنى ايه إمبارح علشان شوية وهيجوا ومش هنلحق
- محدش هيجى ، النهاردة مفيش أصلا
- طب إيه ؟
- عاوز إتكلم معاكى
- خير !
قرب - عارف مش هتصدقينى بس والله حلمت بيكى ، كلمتك ف الحلم ، ضحكنا ، رسمتك كمان
- خليك مكانك
قرب - شوفتك ووريتك رسمتى ، إبتسمتى ، قولتلك رسمتك وأنا مغمض
- قولتلك خليك مكانك
- لأ قولتيلى إننا إتقابلنا ف حلم وطلبتى منى الرسمة دى
- والله العظيم لو ماوقفت لأعيط
- كنتى حلوة أوى ف الحلم يااحنان ، كنتى أحلى من الرسمة وأحلى من الحلم
مشيت من قدامه وكنت حاسة إنى بجرى ، أول مااخرجت عيطت ، عيطت ف الشارع وكإن حد مات ، معرفش من خضة ولا خوف
مروحتش ، روحت لأسماء ، كملت عياط ف حضنها وهى عيطت معرفش ليه ، ع أساس أعرف سبب عياطى أنا !
- مش هروح هناك تانى
- خلاص إهدى مش هنروح
- ومش هتعلم الرسم ، ومش عاوزة حاجة
- خلاص إهدى بقى
- أنا بكرهه
- طب بتعيطى ليه
- علشان بكرهه ، علشان خوفنى
- هو زودها ف الكلام بس كلامه ميخوفش
- ولما أحبه !
- يبقى مش خايفة من كلامه ، خايفة تحبيه
- هو ممكن يكون حلم بيا بجد ؟
- أنا مصدقاه
- متصدقهوش علشان انا بكرهه
هى الناس بتحب ازاى ؟ بتسيب روحها ف ايد شخص تانى ازاى ؟ يعنى ايه تعيشى ف مكان وقلبك ف مكان تانى ، أو تتنفسى لما هو يقرب وتعيشى لما يخبيكى ف كفوفه
أنا حاسة إنى واقفة ورا سور ضخم ، مش حكاية خايفة أعديه ، أنا مش عارفة أعديه ، أقصد محتاجة جناح علشان أكون ف الجانب تانى ، وخوفت لما حسيت إيده جناح
بعدها بخمس أيام ، صحيت ع صوت رسالة من رقم " مش هتيجى تحققى الحلم ؟ "
قلبى إترج ، إنتفض ، عرفت إن هو
- مش هتروحى ؟
- مش هينفع
أنا مينفعش أحب ، أقصد أنا بخاف ، أنا جبانة ومش قد رجة روحى كل شوية من ريحته ، مش هينفع
تانى يوم أسماء جاتلى
- طب روحى شوفيه عاوز ايه
- أسماء أنا بحبه
- ودا سبب يخليكى متروحيش
- دا اكبر سبب يخلينى مروحش
فترة الكورس كانت ٤ شهور ، عرفت من واحدة معانا إنه هيسافر بعد ماايخلص ، بصراحة أسماء هى اللى عرفت وقالتلى
طب مايسافر ، أنا أصلا عاوزاه يسافر ، أحسن حل إنه يسافر أصلا
بعتلى رسالة " الحاجة اللى كان المفروض أوريهالك هسيبها تشوفيها ، أنا بس كنت عاوز أشوفك قبل ماأمشى "
كنت حاسة بقلبى بيطلعله جناح ، بيرفرف بس ف كل الحالات مش هيقدر يتحرك
- الكورس هيخلص الساعة ٢ روحى ٣ شوفى سايبلك إيه
مكنتش ناوية أروح بس حلمت بيه ، حلمت إنه بيسألنى تانى " بتحبى الرسم ؟ " وسكت
مأخدتهاش معايا ، روحت فعلا الساعة ٣ ، رغم إنى كنت عاوزة أشوفه ، ورغم إنى هندم ع اللى بعمله ده
جوايا كان بيردد " وأندم لو حبيت وقاسيت ، وأندم لو عمرى مااحبيت "
لقيت لوحة هناك متعلقة ، رفعت الورق اللى عليها ، كانت صورتى ، دموعى نزلت
" بس لو ألاقى اللى أحبه واللى قلبى يروح لقلبه ، واللى ترتاح روحى جمبه يومها عمرى ماابقى خايف "
إنتفضت لما سمعت صوته - وأنا مش خايف
- بتعمل ليه كده ؟
- السؤال الأهم ، خايفة ليه كده ؟
- مش مصدقاك
- لأ ، إنتى خايفة علشان مصدقانى
سكت ، إتكلم - خايفة دلوقت ؟
- مش هتسافر ؟
- لأ
- ليه ؟
- بخاف أسافر لوحدى
إبتسمت - يعنى بتخاف !
- بخاف بس بعرف أطمن
سكت شوية وبعدين قالى - ليه جيتى ؟
مقولتش إنى حلمت بيه ، قولت - حلوة الرسمة
- رسمتك وانا مغمض ع فكرة
- ورسمتنى ليه ؟
- علشان حلمت انى برسمك
- بس !
- وعلشان انا بحب الرسم ، بتحبى الرسم ؟
- والرسامين
" يومها عمرى ماأبقى خايف "
" حتى قبل أن ألتقيك ، لم نكن أغراباً "
#أسميته_أحمد
#حنان_سعيد
