أن يُخضعك أحدهم شيء .. وأن تسمح أنت بنفسك بكل استسلام بإخضاعك شيء آخر .. فالأول أمام الثاني كخدش أمام ذبح !
هكذا كانت تشعر وهي تراقبه بعينيها الميتتين بعد أن انطفئت فيهما جذوة احتراق مؤقت .. وهو يتحرك هنا وهناك بكل هدوء وبرود أعصاب يغنى همسا بإحدى الأغاني بمزاج صباحي رائق ..
يرتدي ملابسه مسترخيا بعد صباح مشتعل وهو يوقظها قسرا من نومها بلمساته بعد ساعات قليلة من نوم منهك غير مبالي بتذمرها .. ليتوجه الآن لعمله بأناقته المعهودة التي لا يتنازل عنها بعد وجبته الدسمة ..
دسمة ! .. لا ليست دسمة أبدا ولم تكن يوما .. فلو كانت دسمة لما بحث عن وجبات أخرى غيرها ليسد بها جوعه .. أليس كذلك !
أجفلت من فكرتها وتحول وجهها لصفحة رمادية باهتة وهي مصدومة من المنحنى الذي انجرفت له .. هل أصبحت تُلقي اللوم على نفسها الآن من شدة يأسها !
تتهم نفسها - بنفسها - أنها لا تكفي رجلها الوحيد كأنثى !
لمَ لا تفكر بأنه هو من لا يشبع .. من لا يرحم .. من لا يعشق بصدق !
أو ربما .. أنتِ تفتقرين للجمال فعلا يا ليل ولا تنافسين جمال أي أنثى تمر به كل يوم في عالمهم الذي لا يكترث بشيء كما المظاهر والوجهات الجميلة ..
ومن هذا الذي قد يجعل أمير الفارسي بكل عظمته وجموح رجولته يقبل بكِ وأنتِ أشبه بظلال أنثى شاحبة لا معنى ولا فائدة لها !!
" هل ستظلين مكانك "
خرجت من صراعها المعذب على صوته الهادئ لترفع نظراتها له مجددا دون رد فعقد حاجبيه وهو يقترب قائلا بصوت ياللعجب خرج دافئا وهو يتحسس على وجنتها بلطف " ليل .. هل أنتِ مُتعبَة .. هل أرهقتك طوال الليل وهذا الصباح ! "
أي زوجة أخرى كانت لتبتسم بخجل أو بحب أو بأي شئ أيا كان إلا إنها لن ترميه بذلك الجمود الذي رسمته ملامحها لتجيب بصوت فاتر " لست متعبة .. معتادة على خشونتك في التعامل "
ابتسم !
ابتسم بفخر ذكوري وهو يستدير عنها لينهي استعداده للخروج يرد بصوت مستمتع " لا تكوني درامية .. فأنا لا أؤذيكِ يا ليل "
أنت تقرأ
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romansaماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...