الفجر الأربعون

9.5K 328 29
                                        

أنا جيت 🌸💖
جماعة انتو مش بتعملو فوت على الفصل ليه 😒💔

....................

كانت الأشجار عالية ضخمة ، كثيفة الأفرع المتداخلة .. ممتدة إلى مالا نهاية لحد خانق

الضباب يحتل كل ما حولها فيضفي لليل منظرا مرعبا يتزامن مع أصوات عويل عالية ممزوجة بنداءات غاضبة باسمها تضرب أذنيها لأشباح تركض ورائها ولا تراها

قدماها يتوجعان كصدرها من قسوة الركض والأحراش من أسفلها تتكسر وتخدش باطنيهما العاريين ..

 

ترتدي فستانا أبيض اللون وقد تشوه نقاء لونه بالاتساخ الذي نالها من كثرة العثرات التي أوقعتها ، طويلا وفضفاضا يرف من حولها بهالة صاخبة كجنون نظراتها الباحثة في العتمة عن شيء تجهله ..

 

تلفتت من ورائها بهلع يتعاظم في قلبها ممن يطاردها .. فتصرخ بين ارتعاب وألم ضرب بطنها وظهرها بقوة مفاجئة لتشهق بغور ..

 

حتى تعرقلت ساقطة أرضا بعنف من جديد تحس ضغطا مهولا يعذبها ساحبا كامل قواها للمواصلة فيزيد من صراخها ..

مدت كفها النحيل لبطنها المتشنج تتلمسها وهي تئن وتتأوه بينما أخذت تستأنف هربها زحفًا بضعف ولا زالت تدور بعينيها في الظلام .. تنشد نجاةً

 

لكن عندما ازداد الألم توقفت صارخة بقوة أكبر تردد صداها بين الأشجار الخاوية وعاد لها ساخرا مخيفا ..

تصلبت تتنفس بلهاث متسارع حتى أحست بأن أحدا شاركها فراغ الوحشة ..

فرفعت عينيها وهي تنقلب جالسة منتظرة ظهور من يتربص بها .. يتسلى على ذعرها

 

حتى ظهرت هي .. بحاجبها الأبيض الملفوف وملامحها الطيبة

لا .. لقد غابت عنها الطيبة في هذه اللحظات

فكانت متجهمة متنائية تناظرها فاقدة عطفها المعهود

كانت شروق ..

واقفة تراقب عذابها وألمها الجسدي دون أن تقدم خطوة من المساعدة ..

ثم هو .. فجر

بوجه شاحب باهت وعينين قاسيتين رغم انطفائهما .. نافرا محتقرا هازئا

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن