الفجر الثاني و الثلاثون

9.5K 262 27
                                    

وحشتوني 💖🙈
تعبانة جدا الفترة دي ومقصرة للاسف .. يلا دعواتكم 💖
جيبتلكم فصل جديد وطويل .. متنسوش الفوت وقراءة ممتعة مقدما 🙈

.............

ما وقع لم يكن شرخا عابرا أصاب حياتها البسيطة ويسهل إصلاحه ..

تستطيع فهم ذلك مع إنها لم تطلع على كامل التفاصيل ..

كل ما استنبطته كان نتيجة ما شاهدته تلك الليلة البعيدة .. قبل أسابيع مضت

عندما فتحت عينيها مع منتصف الليل على صوت صرخات مكتومة غير مألوفة في بيتهم ..

عندها نهضت بدافع القلق تغادر دفء سريرها حافية القدمين جريا متوجهة في الخفاء لجناح والديها حيث كان مركز الضوضاء

لا .. لم يكن صراخا فقط !

أو كان هكذا في البداية إلى أن تحول لأبعد من مجرد هتافات ..

التقطت أذناها كلمات عشوائية مثل أمر أمها المتعنت أن يتكلم عما أصابه منذ عاد من السفر قبل أسبوع .. وأنها لن تسكت طويلا عن حالته الغريبة المضطربة ..

كذلك استشفت نبرة الخوف المكتوم في صوت والدها .. وهتافه المتوتر على أمها أن تثق به وتترك الأمر ولا تنبش في الخراب !!

 

كانت أصغر من أن تستخلص معنى الحديث وإن شعرت بإنذار الخطأ ..

تذكر أن الهتاف استمر لدقائق طالت بهما بين خوف وتهديد من أمها وتهرب ورجاء من أبيها ..

 

إلى أن صدح أبوها فجأة بكلمة لم تتبينها .. أو ربما سمعتها إلا أن عقلها لم يحبذ الاحتفاظ بها فلفظها بعيدا ..

 

مع هذا لم تقدر على تجاهل ما حصل بعدها .. حيث لا زالت تذكر الصمت المهيب الذي احتل أرجاء البيت عقب كلمته الصغيرة .. وكأن الكلمة كانت انطلاقة رصاص فجرت بلورة الضجيج المحيطة بهما في نقاش صاخب .. فتفجرت شظاياها ليعم صفير السكون التام ..

بعدها تغير كل شيء ..

نعم .. لم يكن صراخا هي متأكدة

كان احتضارا من أمها .. صوتها كان كنواح حيوان جريح بقسوة

مما دفعها للاقتراب أكثر ناظرة من شق الباب بعين واحدة متسعة وسط وجه شاحب ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن