الفجر الثالث و الثلاثون

7.9K 233 19
                                    

وحشتوني ووحشتو أبطالي 💖

..........................

قالوا عن الحياة غير منصفة

ولكن هناك من أكد راضيا بأنها كما تأخذ فهي تعطي

وهذا منتهى الإنصاف

وإن استحوذ المرء فيها على كل مبتغى فهنا يختل ميزانها حقا

 

وهو .. هو لا يعرف مع أيهما يتفق في وضعه الحالي ..

طوال عمره اقتنع بترديد أمه مرسخة بداخله أن الحياة عادلة كفاية لتعوض الإنسان عن كل خسارة .. المهم فقط أن يرضا بهذا

فكما خسر أباه صغيرا , عوضه القدر بأمٍ لا تحب في الدنيا بقدره ..

 

لكن اليوم تغير كل شيء ..

خَبطة عنيفة تهاوت فوق رأسه غيبته بالترنح وقد مادت به أرض الرضا تاركة إياه يجزع منددا ..

 

انعقد حاجباه بألم ضاري فوق زرقاويه المشتدتين بدهمة بينما صفحة وجهه كانت محمرة بقوة فجعته ..

فيزيد من سرعة قيادته المتهورة غير آبهٍ بالمخالفات التي لا تعيق أمثاله ..

مفكر بلب طائح إن كان ما حصل هو العدل ذاته .. فكل شخص أحق باختيار طريقه .. وهي من المفترض اختارت ما يناسبها كما فعل هو قبلها رغم أوامرها وتوسلاتها له فلمَ الرفض المستنكر منه الآن !

ولكن لا .. لا فالوضع يختلف

الأم مجبرة باختيار سلك طريق ابنها

هذا ما يؤمن به وسيرفض عداه بكل عنف وأنانية

لقد غدرت به أمه ولن ينسى قط اللحظة التي أوصل له جده الخبر عندما كانا خارج البلاد بالأمس ..

فقطع رحلته نازلا وحده وللتو قد وصل مستقلا السيارة التي أتت له خصيصا من المطار يقودها بنفسه رافضا أي مرافقة تصحبه ..

متوجها للعنوان الذي أعطاه له جده آسفا ممتعضا ..

ورغم تأكيد الخبر عليه لكن في قلبه رجاءً مذعورًا أن يكون محض كذب وافتراء ..

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن