لقد نجحت أمه ..
وها هي تحكمت في ذعرها من الخروج وبرفضها من مقابلة الناس من جديد وارتدت ملابس بسيطة على عجل ورفعت شعرها الناعم كذيل حصان .. وتحركت تودع أمه بتردد والتي ودعتها بحماس وهي توصي ابنها عليها !!
ما أن نزلت إلى الشارع حتى شعرت بالجميع يتطلع إليها بتطفل .. فانكمشت ..
سارت بجوار فجر حتى توقف ملاقيا صاحبيه واحد منهما بشوش الوجه ابتسم لها بتحفظ واحترام
أما الآخر !!
عقدت حاجبيها وهي تراه ينظر إليها بغضب مستنكر دون أن يحاول مداراته سائلا فجر بخشونة " إلى أين ؟ "
رد عليه فجر بهدوء دون التفات لغضبه " لقد أصرت أمي على أن نخرج لشراء استعدادات رمضان .. هيا أراكما لاحقا "
ثم عاد يمضي مبتعدا وهي معه تاركا عمر يرمقها شذرا فرفعت ذقنها تلقائيا تبادله النظر بغرور وبتحدٍ بارد جعله ينفث اللهب ذاهلا !
بعد قليل وصلا السوق الكبير .. يتنقلون وسط الازدحامات وهي تسير بجانبه لكنها تعود فتشرد بين حين وآخر متلفتة هنا وهناك بفضول الاسكتشافات الجديدة ..
وكلما كانت تسهو قليلا في شيء معين كذلك المشهد لمرأة تمشي بهمة ونشاط تحمل على ذراعها طفلا صغيرا وفي يدها الأخرى تمسك طفلة ثانية تبكي بتذمر ..
لكن ليس هذا ما أذهلها ..
بل تلك الحقيبة التي تحملها فوق رأسها بموازنة مع حركة سيرها دون أن تسقط رغم أنها لا تسندها حتى !
ببلاهة كانت رقبتها تتحرك معها وهي تراقبها .. كيف فعلت هذا ؟
صوت فجر قطع عنها شرودها فنظرت له وهو يقول " ليل .. كم مرة ستشردين مني في هذا الزحام "
ودون مقدمات امتدت يده ممسكة بيدها مكملا وهو يعاود السير " لا تتركي يدي ليل كي لا تضيعي مني "
ورغم تشنجها التلقائي كانت تترك يدها له خوفا من الضياع في هذا المكان الكبير ..
أنت تقرأ
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romanceماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...