الفجر الرابع و الثلاثون

7.3K 254 37
                                    


انا جيت بفصل جديد 🤫🙈
متنسوش الفوت 💖

......................

" هل ستظل قالبا وجهك "

الصوت المتجهم أيقظه من شروده فرفع نظراته الفارغة دون تعقيب ليكمل الآخر بعصبية مفرطة بينما يدنو جالسا قربه " طوال الاجتماع كنت شاردا في عالم آخر .. لم تتلفظ بنطق وإن كلمك أحدهم تبدو كأخرق لا تفهم قول الذي أمامك ويقيدك الخرس والارتباك .. كانت تلك مهزلة في حق مسيرتك التي تبدأ لتوها يا باشا "

تغضن جبينه فنأى بوجهه بلا رد أمام التوبيخ المحتد فزفر الثاني متمتما بكلمات حانقة قبل أن يتمالك أعصابه قائلا بدمج خبيث " بداية مبشرة لمكانة أمير آل فارسي ! "

عقد أمير حاجبيه يلتفت مطالعا إياه ولا زال ملتزما بصمته فهمس جده مزيدا بعناية " نعم لا زلت في بداية طريقك .. ولا زلت صغير سن .. ولكن مكانتك أضحت واضحة وتزداد كل يوم في الوسط كاملا فارضة نفسها بمجرد كنيتك .. لذا فكل كلمة وكل لفتة تصدر عنك .. فهي تحسب عليك للأبد "

لوح بكفيه مردفا بجدية " التشوش .. الاهتزاز .. قلة الثقة .. الارتباك عند خوض نقاش .. كلها أشياء ستُوصم بها مما يجعل أي منافس يستهين بك يا أمير .. وهذا لا يناسب رجلا أمهد لأن يكون وحش اقتصاد في المستقبل .. هل تفهمني ؟ "

أومأ أمير ببطء مطرقا بتشتت فتفاجأ بقبضة جده تشد وجهه بقسوة هاتفا بصرامة " لا تحني وجهك .. أمير الفارسي لم تعش من يُحني رأسه لأجلها .. حتى لو كانت أمه "

تعقدت ملامح أمير بتألم إثر ذكرى الأم المتنازلة ليزفر نفسا مرتجفا همس بعده بعذاب سؤاله " لماذا كرهتها دائما ؟ .. ربما .. لو لم تكرهها لما .. "

سكت وقد تبعثرت أحرفه البالية عن الدفاع الواهي فتابع عنه جده باستهزاء جارح متعمد " لما تركتك ! "

رجفة سارت بأطرافه سيطر عليها بصعوبة فتشنج أمام عينيّ جده عبد العظيم الذي أضاف بحنكة " أنا لم أكرهها يا أمير .. "

نظر له دون تصديق فعلي فقال الجد يزفر " كانت مجرد فتاة اختارها والدك لحبه لها .. وأنا لم أمانع حيث كانت تناسبه اجتماعيا ولم أهتم إلا براحة ولدي الوحيد بالفعل .. لكن ماذا قدمت هي بعد الزواج للعائلة وهي الكنة الوحيدة وسيدة البيت ! "

 

حصل على جل اهتمام حفيده الذي تحفز لما يقصه فاستكمل الجد بحنق " سحبته لها .. حتى أتى وقت لم أجد ابني الوحيد بجواري .. رآني مجرد شخص سيأخذه من بيته وأسرته وقد نجحت بضعفها أن تثير حميته فقط ليفعل لها ما تشاء كي ترتاح وتأمن ! .. فلفظني من مداره أنا أبوه ولفظ كل الجاه والسلطة لولا أني لم أشأ أن يهتز مكانه بين الناس فتركت له ما يؤمن به حياته ويزيد ورحلت في هدوء .. أمك كانت ولا زالت مجرد ضعيفة غبية "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن