ch: 11

176 21 4
                                    

لم تشأ الحرب بالإعلان ولم تخمض النيران.
---


يجلس ثلاثتهم على مائدة الطعام، يتناولون غداءهم فى صمتٍ، صوت الملاعق هى من تسمع كطرب للأذان حتى تحدث رب العائلة كاسرًا ذا الصمت المميت قائلًا: لقد قررت إرسالك إلى الخارج لإكمال دراستك.

كان ممسك بكأس الماء يتجرع القليل منه ثم بصقه بقوة حـينما تفوه والده بذلك.

أسرعت كبيرة الخدم بالمناديل الورقية وأعطته البعض ليجفف ملابسه التى تبللت و تولت هي الباقي ثم قال: لا أريد ذلك.. سأبقى هنا.

وضع ملعقته بقوة على الطاولة ثم صَبَّ كل غضبه بوجه الأخر بمعالم متهجمة.

هو لا يعلم من ذلك السيد وكيف يكون والده.

صحيح أنه تعهد بأن يتغير للأفضل من أجل أبنائه ولكن هذا ليس سببًـا وجيهًـا لعدم إستعمال وممارسة العنف والقسوة اللتان عاشـتا بقلبه لسنوات.

بـات كـالحجر منذ خيـانـة زوجتـه لـه ولم يلين من بعدها.

قال: لأنـك جديد بالعائلة ومازلت تجهل قوانين وقواعد المنزل خاصةً معي سأمررها لـك.. سأدع أخيك أن يمليها عليـك فيـما بعـد، لنعود الآن إلى موضوعنـا ستذهب إلى الولايات المتحدة الأسبوع القادم.

حجزت تذكرةً بالفعل وهناك ستجد صديقًا لي ستمكث معه حـالمـا تهدأ الشرطة وتمل فى البحث عنك و يتم نسيانك هنا.

أخفض رأسه مقابل صحنه متناول ملعقته بين أنامله يحركها أينما ترسو هي و قال بتلعثم: أ-أبـي ماذا عن أدم؟ ألـن يأتي معي؟
لا أود الذهاب وحدي بدولة لا أعلم عنها شيء..
وأشخاص غريبين يصعب التأقلم معهم.

إلتقط المنديل الحريري بين أنامله الضخمة ثم راح نحو فمه يزيل أثار الطعام بينما يقول: لا ستذهب وحدك وأنت لن تكون بمفردك هنـاك، أخبرتك منذ قليل.. لدي صديق قديم يعيش هناك وتحدثت معه وأخبرته عنك وعن مكوثك معه برفقة إبنه الذي يكبرك بعامان وإبنته التي إتضح أنها من نفس عمرك ومن حسن حظك أنها تدرس الحقوق أيضًا و بالنسبة لزوجته فهي متوفاة منذ ولادة تلك الإبنة وإنتهى النقاش.

أراد أن يوقفه وأن يقنعه بعدم ذهـابـه إلـى هناك، ولكنه لم يستطع بسبب إيقاف أدم له قائلًا: اِستسلم ولا تعـاند فيـما يتعلق بقراراتـه؛ لأنـه لا يستمع لأحد عندما يتعلق الأمر بما يراه صحيح.

نظر له ثم قال: لكني لا أريد الذهاب هناك بمفردي، لطـالمـا كنت برفقة عائلتي أينما ذهبـا، لطـالمـا كنت أنام فى أحضان والدتي وتربيتـها على رأسي بخفة ودفء.

SALAVATION || Vحيث تعيش القصص. اكتشف الآن