ch: 7

174 24 2
                                    

أحب تأملك وأفتن بتفاصيلك،
لذا لا تلومني إن فضّلت مُقلتاك.

.
.
.
.

صباح يوم جديد وبوجه عابس نتيجة لما حدث وأصاب مشاعري بالأمس.

أزحت الغطاء عن جسدي وأنزلت قدماي ليلامسَا الأرض، إرتديت الخف الوردي ودلفت إلى الحمام، غسلت وجهي بماءٍ بارد لأنتعش قليلاً.

جلست على الكرسي القابع أمام مرآتي، أنظر إلى نفسي الأخرى مني وتساءلت حينها..

هل أنا بذلك السوء حتى يساء الظن بي وقتما شاءوا؟

وعندما أحب أحدهم ويكون خلاصي الوحيد يبتعد عني فجأة؟

هل وبالصدفة سأكون السيئة في روايتي أيضًا؟!

هل يا ترى قد خلقني الرب؛ لأعاني في حياتي المزرية تلك لا حنان أم ولا من أب، أخت متسلطة وأنانية وأخ مغرور، صديق لم يراعي سوى مشاعره ولم ينتبه لمعاناتي وصراعي مع مشاعري نحوه.

ما حدث البارحة أكد لي أن ريان لم ولن يخاف على مشاعري ولن يضعني في أولوياته.

رحل ولم ينتبه لدموعي التي إنهمرت كشلال، خفت من رؤية الناس لضعفي، لذا مسحت دموعي بسرعة وركضت نحو أخر حافلة تتحرك، حتى وجدت شاب لطيف كما هُيّأ لي يمد ذراعه من الباب.

وجدت نفسي أمد كف يدي لأضعه بين خاصته، فإذا به يشدني بسرعة لأرتمي بين أحضانه.

كنت بحاجة شديدة لعناق أحدهم في ذلك الوقت.

حالما وعيت على فعلتي دفعته بخفة عني ثم رفعت بصري نحوه.

كان فتى طويل القامة بحق و وسيم بشدة، أنا فقط أتساءل عن سبب جماله هذا؟

تبسم لي بعينان لامعتان، رمشت بتوتر حينها ورحتُ أدخل وأعانق عمود الحافلة كون المكان بأكمله مزدحم.

عقلي مشوش ومليء بالأفكار السيئة والمتشائمة اللاتي لا أستطيع حتى نطقها والتحدث بها مع نفسي.

وضعت رأسي على كفايّ من كثرة التفكير فيما حدث؛ لأبكِ في صمت دموع على هيئة قطرات ماء مالحة.

شعور الحزن يأكلني ولكن شعور أخر جعلني أدرك قيمة نفسي وأن لا شيء يستحق أن أبكي عليه؛ لأني فتاة جميلة لم تنل من الدفء قدرًا.

أكان وجودي في هذا الحياة مجرد خطأ لم يستحب حدوثه وشاء القدر ذلك فحسب؟

وصلت المنزل المظلم ودخلت سريعًا إلى غرفتي ونمتُ على فراشي من شدة التعب والارهاق.
...

SALAVATION || Vحيث تعيش القصص. اكتشف الآن