ch: 12

181 20 3
                                    

كنتُ أرغب في الحديث طويلاً دونَ توقف، لكنك لخصت الحديث بأكمله في رسالة.
---

وقفت أمام عتبة باب شقتنا المستأجرة التي نعتز بها؛ بسبب ذكريات ما أجهلها.

حيث تقول أمي أنّ لديها ذكريات ثمينة لشخص قد فقدته قبل أن تخطط لإنجابي.

أود معرفة ذاك الشخص الذي تفتقده أمي بشدة حتى يجعل من مدامعها تتجمع داخل جفنيها.

ليس هي فقط إنما سيرين تذبل عيونها وسليم تعتلي معالم وجهه الندم والتحسر.

الأمر يستدعي الفضول والتحقيق، لكني أعلم الجواب قبل السؤال في كل مرة.

هل يمكن أن يكون هو السبب في معاملتهم لي بكراهية؟

فيما أفكر فلترقد روحه بسلام.

دلفت المنزل بخفة أسير على أصابع قدماي خشية من كشفِ خطتي أمام الوالدة التي حتمًا ستلقي على مسامعي محاضراتها التى لا أحبذها.

رغم أنّ أمي بدأت تحسن معاملتي بعض الشيء إلّا أنّ قسوتها لا زالت تلزم لسانها.. معاملتها جافة.

أشك في عواطفها نحوي، أمي ليست جيدة في الإهتمام فيما يخصني، أنا أخاف من خذلانها لي من جديد.

أمي أرجو أن تكوني صادقة أكثر ولا تعامليني وكأنه واجب بدلًا من الأمومة الحنونة.

ليتَ ما أحسسته في ذلك اليوم يدوم لأبد حياتي بجانبكِ، أنا أحبكِ بإخلاص وأقوم بتحقيق ما تودين لأجل سعادتكِ وفخركِ بي، لكنكِ في النهاية تقابليني بجفاء.

عاهدت فؤادي أن يستمر بحبكِ حتى أجد السبب اللاوجودي لكرهكِ.

أغلقت الباب خلفي بإحكام، وخلعت حذائي ثم وضعته بجانب الباب عند الخزانة، وها أنا ذا سأفلت من العقوبة والمحاضرات الخرقاء.

سرت نحو غرفتي حتى وبدون إنذار إصطدمت بجسد رطب؛ لأجـدها سيرين تناظرني بـشر و كأنها سعيدة بـما ستقدم على فعله نحوي.

قالت: أهلًا أيتها الأنـسة المتأخرة، أ-تدرين كم الوقت الآن؟

نظرت لها بضيق من ثم أجبتها عبر الإشارة بينما أقلب من حركة عيناي بملل: لا.. لست أدري وهذا لا يخصكِ.

لم أغفر لهم بعد ما عانيته بسببهم، هذا الاهتمام الزائف زواله أفضل من اِستمراره.

أكره شخصية سيرين للغاية؛ فهي أنانية ومبتذلة لكني أفتخر بها.

أنا حقًا غريبة ما عنت أعرف كيف لشخصيتي أن تكون بهذا التناقض الكبير.

SALAVATION || Vحيث تعيش القصص. اكتشف الآن