Ch: 22

85 12 0
                                    

"‏لا شيء يشبه شيء ولا أحد يعوّض غياب أحد، أشياؤنا المختلفة إن ضاعت ليس لها بديل."
- محمود درويش

...

عندما وجدت أخي هاديء ولا يردّ نوبةٍ من القلق لازمت عقلي قبل فؤادي المضطرب في نبضاته.

سيناريوهات قد أخذت مجراها في تأليف أحداث مخيفة ولا تسرّ البتة.

أخشى فقدان أحد من أفراد عائلتي، قد شعرت بالحب والحنين ومشاعر الدفء في الفترة الأخيرة أجد فراق أحدهم صعب على خافقي.

تمنيت من الرب أن يساعدني هذه المرة أيضًا؛ لأني أود تمضية حياتي التي لم أعيشها بحذوتهم بالشكل المناسب.

صنع ذكريات لم أتمكن من تجربتها في الصغر، مغامرات برفقة أخوتي لم أحظَ بها، إبتعدت ولم يكن كل هذا من ضمن مخططاتي مستقبلًا.

توقف عقلي عن التفكير وفؤادي عن الخفقان بإضطراب حين وقع على مسامعي صوت والدتي.

"أجل.. بُنيتي نحن بخير والجميع بخير ماذا عنكِ؟"
قالت أمي بنبرة حنونة ومطمئنة، لذا البسمة قد تجلّت على ثغري.

"بخير أمي وبأفضل حال، لكن أخي سليم.. ما خطبه؟ لم يجيب حينما سألت عن حال سيرين وبكونها لم تعد تطمئن عليّ؟"
قلت بنبرة إلتمست الشك بين أطرافها.

حتى سمعت صوت أنفاسها الهادئة وصمتها أخذ من الساعة دقائقها.

"أمي.. هل أنتِ بخير حقًا؟ أمي أشعر بوخز داخل قلبي.. أحدث شيء ما سيء؟"
مجددًا أردفت و وتيرة خافقي لم تسلم من السرعة.

"أه.. ابنتي أعتذر فأنا أتابع دارما جديدة والبطلة قد أصيبت في حادث سيارة.. لا تقلقي عزيزتي"
قالت بينما تقهقه، لأجد ضحكاتي تتوالي على مسامع والدتي.

"أمي.. ابتعدي عن سليم سيفسد عقلكِ بدرامات كهذه."
قلت أساير أمي في الحديث حتى تحدث سليم.

"هيا يا فتاة لا تلقي باللوم كله عليّ.. لحظة الساعة الخامسة والنصف مساءًا لديكِ صحيح؟"
قال بتذمر.

"أجل سلييم ماذا تريد مني وتوقف عن إزعاجي."
قلت أنا بغضب منه، لطالما هكذا هي عادة أخي سليم يحب إغاظتي والسخرية مني.

"هيا إلى المنزل أيتها الأبله، أنتِ وحدكِ بمدينة غريبة وليس لديكِ من يحميكِ.. دقائق وسأجعل من سيري تهاتف رئيس الفندق الذي تقيمين فيه."
صاح بقلق بينما هو منهال بالتوبيخ عليّ، فإذا بي أغلق على الفور بينما أركض نحو الفندق بأقصى ما لدي.
.
.
.
.
.

SALAVATION || Vحيث تعيش القصص. اكتشف الآن