Ch: 35

88 11 0
                                    

"كنتَ خلاصي وضوئي في الظلام والعتمة، لذا حان الوقت لتبديل الأدوار."
° ─┄ °


إستيقظت باكرًا حتى أنهي جميع مهامي قبل عودة ديلان إلى المنزل كونه لم يرجع من بعد موعد لمّ شمل الخريجين الخاص بسنباي.

جهزت الفطور ثم بعدها جلست أنتظر قدومه وبالحديث عنه سمعتُ الباب يعطي جرس بأنه قد فتح.

خلع حذاءه بصعوبة وكان من الواضح عليه قلة النوم، إبتسمت لمجرد سريان طيف في خيالي عنه وعن سنباي يَـارو وهما معًا.

دخل حيث وجهة البيت ألا وهي الصالة، ليجدني أنظر له بملامح خالية من التعابير، إذْ يبتلع ريقه الجاف في حلقه ثم نطق: أه بيرلي طفلتي الصغيرة لم أنوي المبيت خارجًا، لكن الأمور ألت إلى هذا الحال..

أخفيت ثغري بكف يدي باسمة على مظهر شعره المبعثر وقميصه الأبيض في حالة يرثى لها حتى معطفه عاد بدونه.

أجبت: لا عليكَ أبي، لا.. لا أظن أنّ مناداتي لك بأبي الأن صواب لذا سأكتفي بمناداتك ديلاني.

إبتسمت نهاية حديثي وشعرت حينها بوخزة أصابت قلبي؛ لأن إهتمام ديلان بي ربما يختفي حتى دلاله وقلقه سيتلاشى مع مرور الوقت.

في النهاية هو سيتزوج، وينجب أطفالًا، ويصبح أبًا وستكون حياته مليئة بالمغامرات.

لكن يا لي من مخطئة فقد لاحظ ديلان الحزن في عيناي، تقدم نحوي ثم أخذني بين أحضانه وهمس بصوت دافيء: بِـي عزيزتي.. يجب أن تعلمي جيدًا حاجتي لمناداتكِ بأبي، تمنيتُ كثيرًا أن أكون عائلتكِ الوحيدة والأبُ الذي لن يتخلى عنكِ مهما دار الزمان وكَبرت دائرة أقاربه..

أبعدني من حضنه معانقًا كتفاي ناظرًا نحو مقلتاي بلمعان ثم أكمل: منذُ لقاءنا الأول وأنا وجدتُ شيء غريب ألفني لكِ، روحكِ البريئة والذابلة تُشبه روحي كثيرًا..
لطالما أردتُ عائلة تحبني وتهتم بأمري، وأنتِ هي عائلتي الأولى بيرلي، الصدق في المشاعر، الاهتمام، الامتنان، الدفء والكثير.. كل هذا هو ما كنت أحتاجه وأنتِ الوحيدة التي كانت صادقة نحوي في كل شيء، أنا لا يمكنني التخلي عنكِ أبدًا بيرلي حتى لو أنشأت عائلتي الخاصة ستظلين إبنتي الأولى وطفلتي الصغيرة وصديقة روحي.

إغتابتني مشاعر جياشة عنيفة جعلتني أبكي حينها شعرت بحرقة عيناي بسبب الدموع الغزيرة التي سالت كشلال.

نطقت ببحة غلفت نبرة صوتي: أنا أحبك ديلاني، أحبك جدًا.

بادرت أنا هذه المرة بعناقه بينما أشد على سترته كأني سأفارقه للأبد ولا أعلم سبب تعلقي الشديد به؟

SALAVATION || Vحيث تعيش القصص. اكتشف الآن