7_طلب زواج

324 15 4
                                    

وصلت أخيرا للحديقة وأنا أقف أمام السياج أنتظر قدوم ذلك الكائن.. ماذا يفعل ياترى..؟ لما هو بطيئ هكذا..؟

قدمي تضرب الأرض بإستمرار بملل وتوتر... لماذا تأخر..؟ بدأت أشعر بالخوف فعلا..

لا بأس إن فعل شيئا ما سأنادي على المارة..

أتاني صوت خطوات من الخلف لألتفت فأراه يتقدم تجاهي.. كان يرتدي بنطالا أسود من الجينز وقميصا أبيضا مع جاكيت سوداء وكفيه محشوتان في جيب بنطاله وبصره لم يكن ثابة علي..

حسنا أشعر بالتوتر..ماذا يريد مني الآن..؟ أنه يضع بيننا مسافة لابأس بها وهذا يطمئن.. جيد على الأقل لا يبدوا خطيرا لكن لايجب أن أفقد حذري..

همست دون سلام ومقدمات: ماهو الشيء الذي تطلب حظوري أيها الأصفر..؟

رمقني بغرابة وكأن لقب الأصفر قد أدهشه لكنه إبتسمة بجانبية قبل أن يجيب..

_حسنا سأدخل في صلب الموضوع..

همس قبل أن يرفع مقلتيه للأعلى ثم توجهتا نحوي

_أدعى وضاح ولا داعي لتعرفيني بنفسك أنت سمر أعرفك..

إتسعت خضراوتاي وإرتجفت شفتاي بخوف.. كيف يعرف إسمي..؟

همست بحذر: أنّى لك به..؟

_حسنا أنا أعرفك منذ وقت طويل أرغب بطلب أمر منك..

_ماهو..؟

_أن تصبحِ زوجتي..

مم.. ماذا..؟

أقال زوجتي..؟ أو ربما لم أسمع جيدا..؟ وخدعتني أذناي..

طرفت بعيناي بلا إستعاب وإمتدت يدي ليتحرك إصبعي السبابة بجانب وجهي على شكل دائرة وهمست:

_أعد من فضلك أظنني لم أسمعك جيدا..

بؤبؤتيه تحركتا للجانب وإختفتا لإغلاقه لمقلتيه قبل أن يفتحهما يتنهد: فالتصبحِ زوجتي..

ضيقت عيناي بتركيز قبل أن تتسعا ببطئ وأنا أحاول إستعاب كلماته وفغرت فاهي لأقصى حد ممكن:

_ماذا..؟

صرخت بعدم إستعاب ليعاود التنهد وقد رفع كفه التي كانت بجيبه يحرك بها شعره: حسنٌ أعلم أن الأمر مفاجئ.. وقد تظنينني مجنونا لكني جاد..

حسنا.. يقول أنه ليس مجنون لكنه يقول شيئا مجنون.. يظهر من عدم ويطالبني بأن أكون زوجته بحق خالق الدنيا..؟ إنه أجن المجنانين..

عقدت حاجبي بغضب: ماهذا الذي تقوله..؟ تناديني لآتي إليك ثم تطالبني بالزواج وكأنك واثق بأنني سأقبل.. أنا لا أعرفك ولا أريد أن أعرف أيها الأصفر..

شددت على كلماتي ليزم شفتيه وكأن إجابتي أقلقته لأتابع حديثي: إبحث عن غيري ليجاري جنونك..

لم يرد وإنما نظر بصمت لأستديي أنا الأخرى أكمل طريقي بدون إطالة..

***

أخذت أرتل القرآن الكريم لأريح نفسي وعقلي فلا يوجد أروع من القرآن والذكر لعلاج الروح... وهَنا قد أتت لشقتي وذهبت لتغسل يديها لنتناول العشاء معا.. فقد أتت عطلة الشتاء وأصبحت تزورني وأزورها كثيرا.. ولم يفعل ذلك الغريب لِهَنا شيئا.. لقد أراد أن يخيفني فحسب..

هنا:

خرجت من الحمام بعد أن غسلت يدي وإتجهت للمطبخ لتناول العشاء رفقة سمر.. أصبحت أحبها بشدة إنها أفضل إمرأة رأيتها في حياتي..

كما أعجبني دينهم وبشدة.. وبت أخشى من تعلقِ بسمر فماذا لو رحلت وتركتني..؟ أعلم أنه ربما قد يأتي هذا اليوم لذا أنا خائفة جدا..

نفضت أفكاري المتراكمة من رأسي وأكملت سيري نحو المطبخ.. سمعت صوتا عذبا عند وصولي فدخلت ورأيت سمر تعطيني ظهرها وهي جالسة على الكرسي..

كانت تقرأ في كتاب ما ومن شكله الجميل لاحظت أنه مقدس.. وصوتها عذب أحلى من البلبل المحبب للعالم أجمع..

وكلمات ذاك الكتاب أحلى من العسل الصافي مذاقته.. هزّ في داخلي شيئا وكأنه كان خامدا ونهض للتوه من سبات عميق..

تأثرت بتلك الكلمات حتى كادت مقلتاي تدمع مع هذا الصوت الجميل وأعلم أنه بعيد كل البعد عن اللحن يختلف كثيرا وهو جد رائع..!

رأيتها تغلق المصحف وتضعه جانبا فوق المنضدة بعناية وإستدارت لتواجهني وحالما رأتني تبسم ثغرها الكرزي ليضيئ وجهها هامسة

_هيا لتناول الطعام قبل أن يبرد..

أومأت بإبتسامة لأتقدم وأجلس معها على الطاولة ونباشر بتناول الطعام

_ماهذا الذي كنت تقرأينه..؟

سألت قاطعة الصمت لترفع وجهها المبتسم نحوي وأشارت لذلك الكتاب

_أتقصدين المصحف..؟ لقد كنت أقرأ القرآن الكريم إنه نفسه الذي أخبرتك عنه سابقا..

_آهااا فهمت.. إنه جميل وصوتك رائع هل كنت تغنينه..؟

نفت برأسها: لا طبعا كنت أرتله إنه أعظم من الغناء شتان مابينهما فالغناء محرم في شريعتنا لقوله صلى الله عليه وسلم "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف ".. والمعازف: الملاهي أو آلات العزف.. كما إن حدث وشعرت بألم في جسدك فالتقرأي عليه القرآن ويشفى بإذن الله.. إنه مذهل..! كما أن نفسك سترتاح إن كانت مظطربة فور قرائته..

تابعتُ كلامها بتعجب وإعجاب..! إن هذا الدين لا يكف عن مفاجأتي ودائما أعجب به أكثر وأكثر.. أظنه دين الصواب حقا إني أفرح عندما يُتَحَدَثُ عنه..

أومأت موافقة: نعم فعلا..

***************

السلام عليكم يا أبطال.. كيف حالكم..؟ 💕

رأيكم بالفصل..؟

طلب الزواج المفاجئ والغريب..؟ 

حفظكم الله أحبائي  ♥

لحن الوقوع بيد منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن