42_بعد كل عسر يسر..

204 11 39
                                    

تحركت جفناي بتثاقل قبل أن أفتح عيناي ببطئ ليقابلني سقف الغرفة.. عاودت أغمضهما بسبب ضوء المصباح الذي كان موجها لي تماما..

لحظة.. أكنت نائمة..؟ متى حدث ذلك..؟

فتحت مقلتاي مجددا لأنهض لتضرب موجة من اللسعات الحارقة ظهري فعصرت عيناي أشهق بألم شديد..

آه ظهري وكأنه تم شطره إلى نصفين.. ألم رهيب حل بي حين تحركت مجددا لأمد يدي وأمسح عليه قبل أن أنظر للأسفل حيث الأريكة التي نمت عليها..

هذا يفسر سبب الألم الذي حل بي، ياإلاهي..!

نمت بدون أن أشعر.. حاولت إغلاق عقلي وأن لاأفكر كثيرا بحديث الجد ألبرت البارحة فإنتهى الأمر بي نائمة.. حسنا لربما كان النوم مهربا لكن لبضع ساعات فقط..

لأنني..

أشعر بالسوء يعود مجددا ليتسكع على عرش كياني ويجعلني أتخبط بتفكيري وكأن عقلي أصابه مس..

أخرجت نفسا عميقا بائسا كحالتي وأجزم يقينا أن ملامحي أيضا بائسة بدون النظر للمرآة.. وليكن، من يهتم أصلا..! لم أعد أهتم بأي شيء ولاأريد أن أهتم..

رفعت رأسي لأنظر لساعة المعلقة على الحائط لأجدها تشير للخامسة والنصف.. إستيقظت باكرا حتى قبل الفجر..

رفعت أناملي لأدعك مابين حاجبي بتعب قبل أن أجر خطواتي نحو باب الحمام لأفتحه وأدخل مغلقتا إياه خلفي..

إتجهت نحو المغسلة وفتحت الحنفية لأتوضأ وماإن إنتهيت من ذلك أخفضت رأسي أسفلها ليسقط الماء الدافئ بغزارة ويتدفق على وجهي مبللا خصلات شعري الأماميّة فأغمضت عيناي أرخي جفناي..

دقيقة.. دقيقتان.. عشرون.. لاأعلم كم مضى حقا ولكن حتى طريقتي هذه لم تساعد على إرخاء أعصابي المتلفة.. فدوما ماكنت أغسل وجهي بالماء البارد في الصيف والدافئ في الشتاء كالآن عندما يتعكر مزاجي وفعلتي تلك تحسنه وتهدئه لأشعر بالراحة التامة..

ولكن الآن..

لاأشعر بأي راحة بتاتا.. شعور مقيت تكون داخلي ودفع نفسه أكثر ليحشر سوداويته بأعماقي.. أشعر بضيق كبير في صدري وإجتاحتني رغبة شديدة في البكاء..

تدريجيا بدأت الغصة تتكون في حلقي وتصعد لتدفع نفسها أكثر حتى تتمكن من الخروج وخنقي مجددا.. ضغطت بأناملي على الحنفية لأضبط نفسي وأردع ضعفي لكن بلا فائدة..

إنعقد حاجبي بحزن وبدأت شفتاي بالإرتجاف والتقوس لأعصر عيناي وأضغط على الحوض بيدي الآخر لكن خارت قوتي لكبح البكاء..

خرجت شهقة عنيفة من ثغري وتلتها دموعي التي تدفقت تواكب قطرات الماء بسرعتها للنزول على وجنتي لأجهش بالبكاء كطفلة سرقت لعبتها المفضلة..

بكيت.. بكيت حقا وشهقاتي تعالت ولم أوقفها هذه المرة بل تركتها على حالها..

على ماذا أبكي تحديدا..؟ على الوغدين إيميليا وإدوارد اللذان تربصا بحياتي في غيابي وحولاها إلى جحيم بنهاية المطاف..؟ أم على حياتي أنا التي إنقلبت رأسا على عقب فجأة لأتزوج من وضاح بطريقة غريبة تخفي أسرارها بعيدا جدا..؟ أم على حالة وضاح الصعبة أم الذنب الذي يأكلني لأني شككت به وهو كان منقذي دوما..؟

لحن الوقوع بيد منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن