14_أسلمتْ لله

221 14 0
                                    

نظرتْ هَنا للأشياء المبعثرة على مكتبها وسريرها.. غرفتها أصبحت تشبه حظيرة حيوانات... لكن للأسف ماباليد حيلة إنها طريقتها في البحث عن أي شيئ ضائع..

_أين تلك الحقيبة الغبية..؟

تأفأفت بضجر وهي تبحث عن حقيبتها قبل أن تجلس على الأرض بملل..

_أين أضعتها إنها أجمل حقيبة لدي كيف أخرج من دونها..

نهضت بإستسلام لتخرج حقيبة أخرى عادية وتقدمت تنظر للمرآة لتتأكد من شكلها.. كانت ترتدي فستانا أبيض مورد يصل إلى مابعد الركبة تمتد أكمامه للمرفق فتصبح ضيقة هناك..

تركت شعرها الأسود منسدلا بحرية على ظهرها قبل أن تنظر وراءها لغرفتها التي أصبحت كارثية: سأرتبكِ عندما أعود...

إتجهت للباب لتفتحه مخلفة فوضاها العارمة..

قدميها قادتها لمكان جميل وهادئ عند ضفة النهر..
جلست على المقعد أمامه والناس يمرون أمامها وبعضهم من يجلس على المقاعد يستمتع بجمال هذه الحديقة العمومية..

شرعت بإخارج كتاب السنة النبوية الذي قدمته لها سمر سابقا لتنهي مطالعته فلا شيئ أفضل من أن تريح أعصابك بقراءة سنة رسولك صلى الله عليه وسلم..

قطع خلوتها مع الأسطر صوت خطوات وراءها فإلتفتت بوجهها لتجد ذلك الشخص الذي كان سيمر لكنه توقف عند إنتباهه لها..

طرفت بإندهاش قبل أن تهم بإخفاض نظرها وقامت لترحب به:

_أهلا بك..

إبتسم سامر وقد لمعت عيناه بإستغارب لرؤيتها هو الآخر: السلام عليكم..

_وعليكم السلام..

ردت بصوت خجل كعادتها: بما أنني إلتقيتك ثانية فلابد من أن أعيد لك مالك وأشكرك..

_لا داعي لذلك إعتبريها هدية ولا شكر على واجب..

لكنها نفت بإصرار وفتحت حقيبتها تهم بإخراج ذلك المبلغ وقدمته له.. إمتدت كفه هو الآخر ليأخذه متمتما بالشكر قبل أن يحل الصمت في الأرجاء..

سمعا صوت مواءٍ بجانبهما ليلتفتا فيجدا قطا رمادي الفرو يقف محدقا بهما بعينيه الصفراء الحادة..

_إنه جميل ولطيف..

همست هَنا تراقبه ليوفقها الآخر متقدما نحوه..

_إنه كذلك..

دنى يجلس القرفصاء أمامه ويديه قد إمتدت نحوه:

_بسبس تعال يا لطيف..

راقبت هَنا كيف نظر القط نحوه لدقائق قبل أن يتقدم ببطئ نحوه ليقابله الآخر بحمله يداعب فروته بأنامله:

_أأنت جائع..؟

أصدر القط مواءا يميل برأسه نحو أصابع الآخر مستمتعا بمداعبته..

_سآخذه معي للمنزل يبدوا متشردا..

همس لها لتومئ: أظنه سيسعد بذلك..

_بالطبع..ووددت لو أسألك إن كنت تقبلين أن أدلك لإحدى المعلمات لتعرفي المزيد عن دينينا كما كانت سمر تفعل مارأيك..؟ أتوافقين..؟

طرفت تنظر نحوه بتفاجئ قبل أن تتربع إبتسامة واسعة على محياها تجيب بحماس لم يخفى على صوتها: نعم بالتأكيد..

إبتسم يرد: حسنا ألقاكِ قريبا إن شاء الله.. السلام عليكم..

_وعليكم السلام..

غادرا كلاهما لوجهته ومن هناك كان يدلها للمعلمات الاواتي يضعن دروسا شرعية ويعلمن القرآن الكريم في المسجد ليعلمنها المزيد عن الإسلام..

ولم يمض وقت طويل وفرحته إكتملت بإسلامها.. كيف لا وقد كان من أسباب إسلامها ونجاتها من النار إن شاء الله... فرحته كانت لا توصف وأضحى يتوق ليخبر سمر وتكتمل الفرحة.. وبقي يحمد ربه ليلا ونهارا فبفضل الله وحده أسلمت الفضل كله لله فهو الخالق عزوجل سبحانه وتعالى..

كيف يكون شعورك وأنت تنقذ شخصا كان بحاجة ليد تشده لتريه طريق الحق والنور والإسلام..؟ طبعا ياأخي كأن تنقذ شخصا يسير في ظلمة عاتمة لايرى شيئا ولا يعرف كيف يتجه... يكون تائها وميتا في بحور الكفر والظلال غريقا..

ثم يظهر له نور فيبصر جيدا ويعرف أين يتجه ويحمد ربه على خيره الكثير.. يرى بالبصيرة بصيرة القلب وليس العين فقط فتفرح بشدة لأجله وتحمد خالقك أنت الآخر على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى..

*********************

السلام عليكم أحبتي.. هلاو 🖐

رأيكم بالفصل..؟

إسلام هَنا..؟

توقعاتكم للفصل القادم..؟

حفظكم الله أحبائي ♥

لحن الوقوع بيد منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن