28_مودة بيننا

191 11 5
                                    

إنهاك الروح هو الملام على سرقة الأحلام..

***

لازالتْ مندهشة تحدق بالباب بدون أن ترمش..

سمعت تنهيدة صادرة من الجد ألبرت قبل أن يستأنف..

_الجدال معك عقيم فعلا... على كل لاتتعب نفسك بالتفكير أو أي شيئ آخر إذهب للنوم ولترح نفسك وعقلك أفهمت..؟ لن أكرر كلامي يجب أن أراك غدا إن شاء الله بكامل قواك... تصبح على خير..

تلى كلامه صوت خطواته المتجهة نحو الباب لتطرف بعينيها بسرعة وتهرول نحو المطبخ..

أخرجت رأسها من الباب عند سماعها لصوت فتحه للباب لترى أنه خرج وترك الباب مفتوحا قليلا..

تنفست بعمق واضعة يدها على صدرها والأخرى لازالت تحمل بها الكأس..

_الحمد لله أنه لم يرني فقد يظن أنني كنت أتصنت عليهما..

حسنا ليس ذنبها أنها سمعت حديثهم بالصدفة وليس عمدا... أليس كذلك..؟

نظرت للساعة المعلقة على جدران المطبخ لتجدها تشير للواحدة والنصف..

أوبس ليس من عادتها الإستيقاظ بعد منتصف الليل هذا غريب..!

خرجت من المطبخ عند إختفاء أثره وعادت متجهة لغرفة الجلوس..

_هل أدخل..؟ أم أدعه يرتاح وحده..؟

سؤالان تشاجرا في عقلها قبل أن تحسم أمرها وتتقدم تطل من الباب بدون أن يراها..

لقد كان مستلقيا على ظهره بجانب المدفئة يضع كلتا يديه خلف رأسه والنيران تنعكس على زرقة فيروزيتيه الشاردة في نقطة وهمية على الحائط لتشكل خيوطا برتقالية على مياه زرقاويتيه كأنها ترى مشهد الغروب أمام البحر يتجسد داخل مقلتيه..

تبارك الله..!

وقفت تنظم أنفاسها التي تسارعت فجأة لرؤيته قبل أن تتقدم دالفة للداخل تفتح الباب..

إقتربت منه ببطئ ووقفت على بعد مسافة منه ورغم ذلك لم ينتبه لقدومها، إنه غارق في أعماق أفكاره..

لما لاتغرق معه..؟

صفعت نفسها داخليا لتبعد أفكارها الغبية وحمحمت لتجذب إنتباهه..

إستفاق أخيرا من أفكاره ليحول نظره نحوها قبل أن يرفع حاجبه لرؤيتها..

منذ متى دخلت..؟ لم يسمع صوت فتحها للباب ولا صوت أقدامها، أكان شاردا بشدة لدرجة غيابه عن الواقع..

لحن الوقوع بيد منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن