الحلقة الأولى _ما نمر به _

170 22 41
                                    

استيقظت من نومى أو بمعنى أصح من غفوتى التى لم أحصل عليها إلا مع بزوغ الشمس نتيجة لتفكير عقلي المستمر بحياتى الغريبه والمثيرة للشفقة التى جعلتنى أتمنى الموت مرارًا وتكرارًا حتى أتخلص من هذا الذي أعايشه منذ فترة والذي أدى لتدمير حياتى فلا أشعر بالانتماء فى الاماكن التى يجب أن تكون ملجأى أو بالأمان مع أشخاصًا يجب أن يكونى سبب فى سعادتي وليس شقائي فقد سأمت من حياة مثل هذه وأصبحت أفكر فى أشياء غريبة.

ارتديت ملابسي وأخذت حقيبتى وانطلقت من المنزل متجنبًا عائلتى حتى لا تحدث مشاحنات بيننا أو حتى أستمع للشجار المستمر فيه ،ذهبت لجامعتى حيث وجدت بعض الاصدقاء الذين لا أرى أنهم يستحقون هذه الكلمه فما لصديق السخريه من صديقه بشأن مرض ما ،وهذا طبيعى فحتى عائلتى لا تعترف بمعنى المرض النفسي وأنه شيء رفهى منى فقط لجذب الإنتباه وأننى أتصابي لا أكثر ويجب عليّ أن أكون أكثر صلابة ولكن لقد فات الأوان فنوبات الهلع والأرق يتذايدان ولا أحد يلتفت أو حتى يفكر بشكل جدي فيما أعانى .

تتراود فكره الانتحار إلى ذهنى مليًا وأظن أن وجودى من عدمه لن يؤثر على أحد فانا لست بالشخص الأقرب لأحد لطالما كنت غريب أطوار ، الفكره تزورنى من أكثر من عام ، منذ إنتشار أن هناك أحد الفتايات معى فى الحي أنتحرت لأن من تحب تركها وتزوج بغيرها الجميع ينظر لها أنها شخص تافهه ربط حياته بوجود أحدهم ولكننى أرى أنه إذا حاول أحد حقًا أن يفهمها هذا بصدق وأشعرها أنها لسه تافهه فى مشاعرها لتحسنت حالتها ولكن التعامل معها أنها فتاه لا قيمة لها جعل الأفكار الشيطانيه تتسرب لعقلها مثلما يحدث الآن؛ لأن فى أسواء حالاتنا كل ما نحتاجه شخص يشعرنا أننا على حق ويجعلنا نترفع ويحاول تصحيح الأخطاء ، ولكن الواقع أنه يتذايد الضغط واللوم على شيء أرتكبته ، وأنت ربما لست فى كامل قواك العقلية .

والآن بعد أن كتبت مأساتى ها أنا ذا أقف على ضفة النهر اودعكم وأعلم أنه لا أحد سيحزن ، بل سيكون هذا أفضل وسأزيل عبء ولدًا غير مناسب للمعاير الاجتماعية من على عاتقي أبي وسأنام أخيرًا بعد كل هذه الفترة الطويلة نومًا عميقًا لطالما تمنيته لن أسهر ليالى أفكر بأشياء لا قيمة لها .

ولكن ما هذا ومن هذا على الضفة الأخرى من النهر؟

ولماذا يشبهنى الى هذا الحد الكبير؟

لا أفهم ماذا يحدث ،لماذا يلوح لى هكذا ؟

وما هذا الذي أشعر به؟

أ هذا دوار أم ماذا؟

وما هذه الذكريات التى تتوافد لذهنى .......... يتبع

  فى الضفة المقابلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن