تقبع كل هموم الدنيا على صدري فلا أستطيع التنفس ، أشعر بالشلل فى دماغي ، أشعر بالحزن يأكل داخلى ، أشعر وكأن روحي تنسلخ من جسدى ولكن ببطأ يجعلنى أشعر بالألم فى كل لحظة ، لم أرحم أظافرى من توترى الذي جعلها منقرضة ولا حتى شفتاى الى تلونت باللون البنفسجى ، عيناى أحتلتها الهلات السوداء حتى أصبحت أسيرة لعدوانها .
تنهيدة حارة تخرج مني تعبر عن نار الحرب المشتعلة بداخلى ، حرب أنا من أفتعلها وأنا من يريد إنهائها ، لم ينتصر أحد فى النهاية مات الجميع انهارت الحصون واحترقت المدن مات الاطفال جوعا وماتت الامهات قهرًا على أولادهن و أزواجهن وأصبحت الشوارع مزينة بدماء الشباب لا يسمع بداخلها سوى صفير الرياح ، أصبح بداخلى فارغًا ، وكانت نتيجة الحرب موت كل أحاسيسي ، ولكن لا تزال نار الحرب مشتعلة .
فلم أعد أشعر بالحزن على فقدان شيء أو شخص ، لم تعد هناك نشوة الفرحه تلك ، أو خفقان قلبًا محب ، أصبحت آلة جامدة التعابير تسير وسط الجميع ، تجاهد نفسها مرارًا وتكرارًا حتى ترسم شبح إبتسامة مجمالة .
أقف أمام المرآة بحلتى تلك أرتب خصلات شعرى ، تغير حالى المفاجئ مرعب ، لقد كنت أبكي منذ قليل ، لقد كدت أهدم الغرفة من شدة عضبي وسخطي ، ولكن الآن أستعد لحفلة تخرجى .
تتلاقي عيناى بإنعكاسها فى المرأة فأُشل ولا أستطيع الحراك لحظة جمود لا أعرف ماذا أفعل ؟ ولماذا ؟ وكيف ؟ ، ثم أعود لتلك الإبتسامة مجددًا وأخذ أغراضي وأخرج للعائلتي .
_ لقد أنتهيت مستعدون ؟
أقولها بنفس تلك البسمة الغريبة التى تجعلنى أستعجب من نفسي ومن كل ما يحدث حولي ، لقد أُسرت بداخلى لا أستطيع الحراك أو الكلام .
ليقول أخي عمر
_ نعم هيا بنا .
عندما وصلنا لمكان الحفل كانت الأجواء صاخبة ، لكن لماذا لا أستمع لأى شيء ، أراهم يتحركون أمامي ، هناك من يأتى ويلقي التحية وأرد على الجميع بنفس الردود وكأنني مبرمج على رد واحد فقط .
_ ادهم لماذا تأخرت ، أ لم ترى المعاد المحدد !
سمعت الكلمات ولكن بتشويش كانت عيناى مثبتة على نقطة واحده فى الفراغ ، لتفيقنى هى من شرودى .
_ ادهم ، مرحبًا ، هل تسمعنى ؟
_أجل .
_ فى ماذا تفكر بهذا العمق ؟
_ لا شيء فقط بعض الأشياء العشوائيه .
_ حسناً ، فلتأتي لنلتقط بعض الصور الجماعية ومع عائلتلك .
بداخلى رفض كبير ولكنني أمشي معاها وأقف فى وسط كل هذا الحشد من الناس ، بداخلى متوتر لحد رهيب ، بداخلى يشعر وكأننى سأفقد وعيي ، ولكن بالخارج أقف ، ألتقط الصور ، أبتسم ، و أتحدث عن أشياء عشوائية مع أُناس غريبون عني .
لازال اليوم مستمر أتلقي تهنئات أغلبها حاقد ولكن أنا لم أفهم معناها ، حتى تمت مناداة أسمي وتكريمي بشكل كبير ، أنني أنا الأول ، بالطبع لو أقسمت للجميع أنني لم أكترث أبدًا لهذا فى الفترة الأخيرة ، لو أقسمت للجميع أنني لم أكن سعيد حتى بهذا ، أو بأى شيء أخر لن يصدقني أحد ، يعتقدون أننى أمثل دهشتى ولكن أنا فعلا كنت مندهشًا من كل ما يحدث معي .
اللعنة على تلك الاشياء العشوائية التى يفكر بها عقلي ، اللعنة على كل ما يحدث معي .
هناك تلك الصرخه المتخفيه فى ضحكة عالية تخرج كثيرًا غير مفسرة على أتفه الأشياء .
أخيرًا أنتهى ذاك اليوم المريب ، سأعود لغرفتي ، لسريري ، لبكائى بدون خوف ، أخيرًا سأغدو حرًا ، لن أخاف من أن ينظر لى أحد ، أو أن تظهر علامات التوتر عليَّ فيسخر مني أحدهم .
ها أنا ذا عدت لقلعتي المظلمة ، لتخيلاتي التي تسهل حياتي ، أكون على طبيعتي أحدث نفسي بأحلامي بدون خوف .
بمجرد أن أنغلق باب الغرفة حتى وجدت ذلك الصغير يجلس فى ركن هادىء ضممًا ركبتيه لصدره ، وجهه شاحب ، ليتحدث ذلك الصغير بصوتٍ مبحوح من كثرة البكاء .
_ هل رأيت الأولاد الذين يستمتعون مع أبائهم فى سعادة ؟
أذهب إليه لست متفاجأً ، لم أعد أتفاجأ بشىء ، جلست بجانبه وفعلت مثله ضممت ركبتى لصدرة ، وضغطت على مصمي بقوة كبيرة مانعًا نفسي من البكاء ، فأجيبه بصوت متحشرج .
_ نعم رأيت .
عندها لم يستطع كلانا الصمود أكثر من ذلك فبكينا معناً ، ولكن كان بكاءه بصوت نحيب عالٍ يدوي فى أذني بشكل مرعب ، ويصدي فى كل خلايا جسدى مما يسبب لي رعشة أحاول التحكم فيها بفشل .
أما أنا فبكيت بصمت كانت دموعي فقط تسيل من عيناى بدون توقف ولا زلت أضغط بقوة على معصمى ، وعندما لم يجدي هذا نفعًا وجدت نفسي أعض على شفتي السفلى بقوة حتي سال منها الدماء .
ولا تزال دموعى تنهمر ...
___________________
عاملين اى جميلاتى 💜
آسفه على النكد إلى بقاله فتره دا 😂
متنسوش تصوتوا للبارت 💜✨
أنت تقرأ
فى الضفة المقابلة
Ficção Geralهنالك تلك اللحظة عندما نفقد الأمل فى كل من نعرفهم ، ولكن يوجد أشخاص رائعون ، يسمعوننا فى كل أحوالنا ، يقدروننا ، ويشعروننا بالأمان ،وعندما لا يشعرنا أحد بهذا قد نكون نحن هذا الشخص لأنفسنا ونحتوى انفسنا . مكتملة ✨